عرش من الجماجم.. ويدٌ آثمة ملطخة بالدم.
إب نيوز ١٦ أكتوبر
كتبت /عفاف محمد
42 عام على مرور جريمة اغتيال الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي..
من سالت دماؤه في جريمة غادرة حاكها ذوي النفوس الضعيفة العاشقة للسلطة والمال والمدعومة من الخارج .
تبين بعد عقود من الزمن أن عرش السلطة في اليمن مقرون بتوجيهات سعودية، وأن جارة السوء هذه لايرتاح لها بالاً إلا بالتدخل في شؤون اليمن، بل إنها تشارك في صناعة القرار من تحت الطاولة، وإن لم يتماشى الأمر مع هواها كانت النتيجة كارثية بحق من لا يسير في خطها، نعم كانت مملكة بني سعود قد جعلت ترصد تحركات الحكومة اليمنية وتحشر انفها في كل شاردة وواردة، وامتدت يدها الإجرامية بمالها الحرام لتغذي الصراعات الداخلية في اليمن، بل لتوجدها وما كان منها إلا أن تمادت وقتلت حكام اليمن من يسعون لاستقلال وحرية اليمن، وصنع القرار الساسي داخلي مستقل بذاته.
كان حكام بني سعود يورثون ابنائهم وحاشيتهم حقدهم على اليمن ويلقنوهم أن لا رفعة لهم إلا بإذلال اليمن…!
ولهذا تقصدونا في كل صغيرة وكبيرة .
كان مقتل الإمام حميد الدين أحد تداعيات هذه السياسية الخبيثة الممنهجة ، التي نصها حكام بني سعود وكان كذلك قتلهم للحجاج اليميين في سدوان وتنومة ، حقد مسموم نفثوه وغطوا على خيوط الجريمة لعقود خلت.
واليوم في ذكرى استشهاد الرئيس الحمدي وبعد الثورة الشعبية التي تفجرت وتغيرت إثرها أحداث جسام ، وطول عقود من الزمن وبني سعود يصرفون المرتبات لأجل ضمان ولاء القبائل والمشايخ ، وأوجدوا من يجاريهم ويسايسهم على هواهم ، جعلوا من كرسي السلطة في اليمن متعلق بسياستهم الرعناء كي يسوده السكينة وإن صاحب الكرسي رافض لسياستهم أغرقوه بالدم،جعلوا من كرسي السلطة عرش مبني من الجماجم…!
عملوا جاهدين لإيجاد من يواليهم بالسمع والطاعة العمياء .
ولم يتوقف حمام الدم عند الإمام يحيى والرئيس الحمدي بل طال الرئيس صالح الصماد..
وكلهم كان لجارة السوء يداً في مقتلهم.
اليوم مع المستجدات نجد أن الملفات القديمة تُفتح على مصراعيها ويعرف بها القاصي والداني، وتعود خيوط جريمة اغتيال الرئيس الشهيد الحمدي لتظهر من جديد، ويعرف الكل ملابساتها، تلك الجريمة الشنعاء التي حدثت اثناء مأدبة غداء، كان هو الأخير في حياة الرئيس الحمدي واخيه عبدالله، تبين عمق الحقد الذي يحمله لنا حكام بني سعود، وحجم المخططات الدنيئة التي استهدفت رؤساء في أوج مجدهم، وهم يبنون اليمن لتكون دولة متكاملة الأركان، هم اغتالوا الوطن ولازالوا يستمرون بطعنات تلو الطعنات، فمتى تحل اليد الخبيثة عنا، وتتركنا وشأننا..؟!!
ولازالت قضية الرئيس الحمدي تتجلى بشكل أعمق وهذا ما وعد به الناطق الرسمي الذي لا يؤتى منه بغير الواقع الذي لازيف فيه.
مهما طالت أيديهم الخبيثة شرفاء الوطن فلن ينالوا من تاريخ وحضارة ومجد اليمن فاليمن ولادة بالرجال الأشداء وما السيد عبدالملك إلا نموذج باهر للقيادة الحكيمة التي تأبى الانقياد والخنوع ، وتكشف زيف آل سلول ودجلهم، وتفضح مكائدهم.