الاحتفال بالمولد النبوي الشريف .. فرض أم بدعة !!
إب نيوز ١٦ أكتوبر
منير اسماعيل الشامي
يمثل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم العلم الأول للأمة والقدوة المثلى والنور الأزلي الذي لا يأفل عنها ولا يغيب ، امر الله تعالى أمته بالإقتداء به واقتفاء أثره والسير على دربه، والتمسك بنهجه وهديه، والتحلي بأخلاقه العظيمة، وتجسيدها في التعامل مع الناس كما كان يتعامل معهم مسلمين وغير مسلمين،اصحاب كانوا أو أعداء، والإلتزام بتأدية العبادات على النحو الذي كان يؤديها صلوات الله عليه وعلى آله ومصداق ذلك هو قوله تعالى ( ولكم في رسول الله إسوة حسنة )
صدق الله العظيم
والإقتداء بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يتحقق إلا بمعرفتنا الكاملة وإلمامنا الشامل بكل تفاصيل حياة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله صغيرها وكبيرها من ولادته وحتى لحاقه بربه
ومتى ما تحققت معرفتنا الكاملة بشخصية رسولنا الكريم ، نشأته وحياته، سيرته وهديه، دعوته وجهاده،علمه وبيانه، أخلاقه وسماته …إلخ
فحينئذ يكون الإقتداء علينا به فرضا واجبا والسير على نهجه أمرا لازما، لأنه لا يمكن أن نقتدي به ونحن جاهلون بتفاصيل حياته ونشأته وبعثته ودعوته وحركته وكل ما يتعلق بتفاصيل حياته صغيرها وكبيرها .
و لأن بداية هذه المعرفة ومنطلقها هو ذكرى ولادته فقد قالوا أن الإحتفال بهذه الذكرى العظيمة “بدعة” !!!
ولماذا؟ لإن حادثة ولادته الشريفة نقطة فاصلة في تاريخ البشرية بين حقبتين زمنيتين من حياة البشر على سطح الأرض، فما قبل ولادته صلوات الله عليه وعلى آله يختلف إختلاف جذري عما بعدها بأمور شتى، ففي لحظة ولادته تغيرت سنن وتبدلت نواميس كونية، إحتفالا بشروق نور الله الذي أنار السموات والأرض ، فكانت لحظة ولادته هي اللحظة التي احتفل فيها كل من في السموات والأرض بقدوم حبيب الله وحلول رحمته ومشكاة نوره، وخاتم رسله واشرفهم وأكرمهم، وأعلاهم منزلة، وارفعهم قدرا في الدنيا والآخرة.
وهذا ما لا يريد الشيطان واتباعه أن يعرفه الناس، لإن معرفة ذلك تولد الحب في قلوب المسلمين لرسولهم وتخلق القداسة والتعظيم لشخصيته الشريفة في نفوسهم، وتعظيم لأعظم شعائر الله (النبي الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله ) التي امر الله عباده بتعظيمها لأن ذلك تورث التقوى في قلوبهم، والإعتصام بالله، والتمسك بالثقلين، وهو ما لا يرضى به الشيطان وجنوده لعباد الله، وما يستحيل أن يسكتوا عنه، بإعتبار ذلك هوالخطوة الأولى نحو معاداتهم والنجاة من الوقوع في حبائلهم.
لهذا السبب فالله سبحانه وتعالى قد أكمل حجته علينا و أنزل في كتابه أمرا لنا يأمرنا بالإحتفال الدائم بفضل الله علينا وبرحمته، بسائر أيامنا فقال جل من قائل (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فاليفرحوا هو خير مما يجمعون )
صدق الله العظيم يونس الآية (٥٨)
ومعلوم أن فضل الله الأعظم علينا هما النورين النور المرسل والنور المنزل عليه وهو القرآن الكريم بدليل قوله تعالى في سورة الجمعة الآية (٤) — (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) و ذلك هو اسم اشارة إلى ما ذكر قبل هذه الآية وما ذكر قبلها هو النبي الأمي الذي يتلو على قومه آيات الله ويعلمهم الكتاب والحكمة.
كذلك فرحمة الله العظمى هي في ذلك النبي الذي ارسله رحمة للعالمين فهو الرحمة وهو الفضل وحامل الفضل والذي انزل عليه الفضل ومعلم الفضل والحكمة .
وإذا كنا مأمورين بإظهار الفرح والبهجة بفضل الله وبرحمته في سائر الأيام فكيف يكون بدعة بذكرى ولادة الفضل والرحمة ؟؟؟ ما لكم كيف تحكمون؟؟
ثم أليس إظهار الفرح والبهجة والسرور هو المعنى الحقيقي لمفهوم الإحتفال الذي أكد الله عنه في ذات الآيه أنه خير من أموال الدنيا وكنوزها وثرواتها ؟
فعجبا لمن يحرم الإحتفال بذكرى المولد النبي الشريف ويصفه بالبدعة، وهو يعلم أن الله شرع لنا عيد الفطر لنحتفل بتمام فريضة الصوم، وشرع لنا عيد الأضحى لنحتفل بتمام فريضة الحج !!
فأيهما أولى أن نحتفل بتمام فريضة أم بذكرى ولادة من جاء بالدين كله؟
أم لكم كتاب فيه تدرسون ؟ إن لكم لما تخيرون !!
وعجبا لمن يحرم الإحتفال بميلاد خير البشر، واحبهم إلى الله واشرفهم إليه واكرمهم، لكنه
– يحتفل بأعياد ميلاد أولاده
– ويحتفل بالسنة الميلادية
– ويحتفل باليوم الوطني لبلده
-ويحتفل بعيد الحب
-ويحتفل بعيد الشجرة
– ويحتفل بيوم زواجه
-ويحتفل بعيد العمال
-ويحتفل بسروال المؤسس
وذكرى المبعسس !!!
كذبتم وأفتريتم على الله الكذب بإنكاركم إحتفالنا بمولد رسولنا، فضللتم وأضللتم وغويتم وأغويتم، فكنتم للشيطان أعوانا، ولجهنم دعاة وأنصارا، بتعظيمكم طواغيت الأمة ومجرميها، وصرفكم الناس عن رموزها وأعلامها، وقادتها وعظمائها الذين فرض الله علينا تعظيمهم، والإقتداء بهم والتمسك بنهجهم وأولهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله واعلام بيته الأطهار عليهم السلام .