مصادر للجزيرة تكشف تفاصيل الإتصال المباشر بين ابن سلمان والمشاط بعد أيام من إعلان بدء التهدئة .
إب نيوز ١٨ أكتوبر/متابعات:
في واحدة من أهم نقاط التحول في العلاقة بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية، بدأت الرياض بالحديث مباشرة مع حركة أنصار الله الحوثيين، إذ ذكرت مصادر أن نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، وهو شقيق ولي العهد السعودي ووزير الدفاع محمد بن سلمان، يتحدث بشكل مباشر مع رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط.
وقال مصدر سياسي مطلع للجزيرة نت إن اتصالا مباشرا جرى بين الطرفين بعد أيام من بدء التهدئة التي أعلنها الحوثيون من طرف واحد أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، والتي كان أعلنها المشاط في مبادرة مثّلت اتجاها فعليا في طريق إنهاء الحرب.
لجنة مشتركة
ووفق المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، فإن محمد بن سلمان عرض على المشاط تشكيل لجنة من الطرفين لخفض التصعيد، وصولا إلى اتفاق كامل لوقف إطلاق النار بين الأطراف على الحدود السعودية اليمنية.
وحاولت الجزيرة نت التواصل مع قيادات حوثية للتأكد من وجود اتصال مباشر فعلا بين المشاط وبن سلمان، لكن جميع من اتصلنا بهم رفضوا التعليق، كما أنهم لم ينفوا حدوث ذلك.
وقال مصدر رفيع في حركة الحوثيين للجزيرة نت إن “المبادرة السعودية إيجابية ولكنها بحاجة إلى مفاوضات واتفاق ومتطلبات أخرى”، مشيرا إلى أن العملية العسكرية التي كشف الحوثيون عن تنفيذها على الحدود في الأشهر أو الأسابيع الأخيرة كانت هي الضاغط الفاعل في تهيئة الموقف السعودي.
وعاد المصدر إلى التشكيك في رواية الاتصال المباشر، لكنه أشار إلى ما قال إنه عرض سعودي بطلب إجراء اتصال مباشر، قائلا “حتى لو عرضوا الاتصال هل نصدقهم؟! قد يكون غرضهم من ذلك هو الرصد والاستهداف، فنحن ما زلنا في حالة حرب”. وأضاف “الأصل ننتظر، حتى يثبتوا (السعوديون) توجههم نحو السلام أولا”.
خفض مستوى الصراع
ويقول رئيس مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية فارع المسلمي إن الاتصال المباشر بين السعوديين والحوثيين هو دليل واحد من متغيرات كثيرة على خفض مستوى النزاع الحاصل بين الحوثيين والسعوديين.
ويضيف المسلمي في حديث للجزيرة نت أن الحرب في اليمن ستبقى على وضعها، وستتغير فقط على الحدود السعودية اليمنية.
ويرى أن المعارك التي جرت في عدن وقصف شركة أرامكو الشهر الماضي جعلا السعودية تعيد قراءتها للوضع، ولا يهمها في الوقت ذاته أن يكون قرارها إقرارا بالهزيمة من عدمه، فما حدث هو أكبر بكثير مما كانت تتوقعه.
ووفق المسلمي فإن المناطق الحدودية الملتهبة بالمعارك قد تشهد تهدئة لأعوام، لكن الأمر لن يتغير في الداخل اليمني، في إشارة إلى أن حكومة هادي مستبعدة تماما من هذه الاتفاقية.
(الجزيرة نت)