لا ترقب في الأسير إلّاً ولا ذمّةّ .

إب نيوز ٢١ أكتوبر

*خولة العُفيري

لمن يسألون عن ما هي أم الجرائم وأبشعها؟ إنها جلية أمامكم بشاعة هذه الجريمة النكراء التي لم تكون الأولى وليست الأبشع فما سبقها كان أفضع وأبشع.

قساوة تقشعر لها الأجساد ويندى لها جبين الإنسانية يا لها من فاجعة عظيمة تصيب قلوب أهالي الأسرى الذين طال انتظارهم لعودة أبنائهم سالمين من حضن السجون إلى حضن الأمان ، ولطالما كان ليلهم دامس لا تشرق فيه نهار ولا تغمض فيه عين ولا يهجع فيه. فلا يهدأ لهم بال وهم يدعون ويدمعون. يفكرون كيف حال ذويهم عند تلك الوحوش البشرية التي لا ترقب في الأسير إلّاً ولا ذمة.

من ثم تعود اليهم الفاجعة من تلك الديار دون أبنائهم وتعود لهم الأحزان من جديد بدل عن الفرح الذي كان يأملونه عند عودتهم.

يالها من جريمة نكراء تتنكر الإنسانية من مرتكبيها بل وتتبرأ منهم الديانة الإسلامية التي يدّعون الإنتماء اليها؛ وتنعيهم العروبة والهوية
الذي لا يمثلونها قط.

لم تكن هذة الجريمة الأولى ولكنها في سجل الكشف الاجرامي لأحقادهم فجريمة دفن الأسير عبد القوي الجبري ما زالت عالقة في أذهاننا صورة لن تمحيها الأحداث ولن تنسينا إيّاها السنين، جريمة لن يغفرها لهم الزمن طالما وجع رحيلهم يسكن قلوبنا، فلن تسقط جرائمكم في بحر السهو والنسيان ولكنها ستظل قضية محاسبة وتحصيل أولياء الدم حقوقهم لشلالات الدماء المسفوكة ظلماً وعدواناً ولن يسقط عنكم عارها ونتيجة اجرامكم.

فما تركته قبح أعمالكم السوداوية من أثار تحرق أكباد الأمهات على فلذاتها و يشوي القلوب على أبنائها لم ولن تخمد تلك النيران المشتعلة في أحشائهم؛ بل ستكون شرارات ملتهبة ستحرقكم في جحيم أحزانها.

وستغرقكم دموع ثكلاها ولن تنجيكم سفينة الأموال والدراهم حينئذٍ لن ينفع الدرهم ولن يجدي الريال.

فستدركون حينها كم هو الثمن الذي ستدفعونه بحق الدين دنيا وآخرة.

فدماء العظماء الذين لطختم أيديكم ووجوهكم بها لن تمر مرور الكرام فهي كفيلة بأن تجرفكم إلى مستنقع العمالة والخيانة ودكتاتورية الارتزاق.

وستخط دماء الأحرار من جديد وتدوي صرختها “لن ترى الدنيا على أرضي وصياً.”

You might also like