المشروع القرآني وصناعة العبقرية العسكرية .
إب نيوز ٢٢ أكتوبر
بقلم/ منير اسماعيل الشامي
انتهجت قيادتنا الحكيمة في إدارة العمليات العسكرية والحربية خلال سنوات المواجهة والتصدي لتحالف العدوان استراتيجية المشروع القرآني، وهي استراتيجية متقدمة لها معايير وقواعد منهجية حقيقية وتنفرد بخصائص قوية ( نوعية ، وكيفية، وواقعية، وشاملة، وإنسانية ) جعلتها في الصدارة والتفوق
على كل منهجيات البشر العسكرية والحربية الحديثة في مختلف الجوانب لتلك المنهجيات (دراسةً وتخطيطاً وتنفيذاً وتعاملا )
فرضت قيادتنا الحكيمة هذه المنهجية في ميدان المواجهة وألتزم بها ابطالنا المرابطين من بداية العدوان وحتى اليوم ونحن على مشارف نهاية العام الخامس.
وهذ الإلتزام بهذه المنهجية والسير عليها هو ما عكس عبقرية القائد في إعداد القوة وعبقرية الأبطال في تحقيق التفوق في المواجهات التي خاضها المرابطين مع تحالف العدوان طوال خمس سنوات رغم الفارق المهول في العدد والعتاد والقدرات والإمكانيات.
هذه الإستراتيجية النموذجية ترتكز على قاعدة أساسية وجوهرية أنزلها الله في كتابة بالنص الواضح الصريح وهي قاعدة (الإعداد ) ونصها هو قوله تعالى ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل )
هذه القاعدة الموجزة البيان هي الأساس المتين الذي يجب أن تبنى عليه منهجية مواجهة الحق مع الباطل، وبدونها لا يمكن للحق أن يصرع الباطل ويتغلب عليه .
ذلك أن الإعداد السليم والمسبق للقوة هو الركن الجوهري لتحقيق النصر الساحق على الأعداء.
وإعداد القوة الذي أشارت إليه الآية يشمل ثلاثة جوانب مهمة هي :-
الجانب الأول :-إعداد المقاتل إعدادا نفسيا وجسميا وإكسابه الخبرة والقدرة على حمل السلاح وإجادة إستخدام كل نوع من أنواعه في الوقت المناسب، و المكان المناسب، وبالقدر المناسب، من خلال التدريب الجيد للمقاتل، وبناء جسمه بعد بناء نفسه وإعدادها وتزكيتها بالثقافة القرآنية لتندفع نحو الجهاد والمواجهة متسلحة بالإيمان والثقة المطلقه به تبارك وتعالى، وحسن التوكل عليه ومتحلية بالصبر والشجاعة والإقدام و هذا كله ورد في مواضع كثيرة بكتاب الله تعالى لا يتسع المجال للإشارة إليها في هذا المقام، إضافة إلى توعيته التوعية الكاملة بالأسلحة المتاحة له ونوعية أهدفها، ومجال كفاءتها، وإكسابه المهارة في استخدامها جميعا.
وهذه هي منهجية الأعداد البشري الذي وجه السيد العلم قائد المسيرة بالسير عليها.
الجانب الثاني : إعداد السلاح المناسب والمطلوب لخوض المواجهة كماً ونوعاً وحسب الإمكانية والقدرة والإستطاعة ويعتمد النجاح في هذا الجانب على المعرفة التامة بإمكانيات العدو وقدراته الحقيقية لأن معرفة ذلك أهم عامل لتحديد السلاح المناسب لمواجهة العدو، والكيفية المناسبة للتغلب على قدراته، وهذا ما سارت عليه قيادتنا الحكيمة وما تابعة السيد العلم بصورة مستمرة .
الجانب الثالث:-
ويتمثل بتجهيز المتطلبات الأساسية اللازمة لتحقيق كفاءة إستخدام الأسلحة المتاحة وكذلك الوسائل الضرورية التي تزيد من كفاءة استخدامها، وقد وردت عبارة ومن رباط الخيل في الآية للكناية عن هذه الوسائل والمتطلبات.
وبعد خمس سنوات من تنفيذ هذه المنهجية في الميدان أكتسب ابطالنا خبرة فائقة وكفاءة متميزة في ميادين المواجهة القتالية وإدارة الصراع وتطورت قدراتهم العسكرية والحربية عمليا وعلميا، وتطورت أساليبهم التكتيكية في وضع الخطط الحربية بطرق علمية وعملية دقيقة وطبقا لدراسات واقعية كاملة ودقيقة لكل معركة وشاملة لكل المعايير والعوامل المؤثرة على سيرها، ببراعة متفوقة.
وترتكز الخطط الحربية التي يضعونها على معايير عسكرية تجمع بين خصوصية النطاق الجغرافي في كل جبهة وقدراتهم المتاحة من حيث العدد والعتاد آخذينً بعين الإعتبار التفاوت الكبير بين امكانياتهم العسكرية المحدودة وإمكانيات العدو وقدراته الحديثة واللامحدودة مستغلين ومسخرين خصائص النطاق الجغرافي للمعركة كالتضاريس، والطرق والمنافذ والإنتشار العسكري للعدو في النطاق الجغرافي وحجمه إلى عوامل ترجيحية لتحقيق التحكم الكامل في توجيه المعركة وإدارتها بخطوات منظمة تدفع سيرها نحو الوجهة المرسومة في الخطة العامة للمعركة، وتضمن نتيجة نهائية هي الحسم والإنتصار، وعملية نصر من الله بمرحلتها الأولى والثانية النموذج الحي الذي يشير إلى المستوى المتقدم الذي وصلت إليه قواتنا المسلحة، من حيث الخبرة والكفاءة، والحنكة العسكرية التي تمكنوا من خلالها تحقيق النجاح المتميز في استخدام ادنى القدرات والإمكانيات المتوفرة لهم لحسم المعركة بأقل كلفة وأقصر وقت وبأقل خسائر على الإطلاق .
تجلت ايضا عبقرية القيادة الحكيمة في تطبيق هذه المنهجية القرآنية بثمار عظيمة وإنجازات عسكرية تصنيعية وميدانية فاقت كل التوقعات ولم نكن نحن اليمنيون نحلم بتحقيق عُشرها
فالإنجازات العسكرية التصنيعية جسدتها وحدات التصنيع الحربي المختلفة بما يلي :-
١- انتاج وتصنيع الأسلحة الخفيفة وذخائرها باختلاف أنواعها وكذلك إنتاج وتصنيع اسلحة نوعية منها كالقناصات، والصواريخ المناسبة للدروع ، واللازمة لوحدة الهندسة والتفخيخ.
٢- تطوير قدرات بقية المنظومات الصاروخية الباليستية المتهالكة التي كانت متاحة لقواتنا المسلحة
٣- إنتاج وتصنيع منظومات صواريخ باليستية جديدة ومتنوعة ومتطورة وبمداءات مختلفة ( متوسطة – وبعيدة ) تتناسب مع طبيعة المواجهات مع العدوان .
٤- إنتاج وتصنيع طائرات مسيرة (هجومية ، ورصد) بمواصفات متقدمة وبأحجام مختلفة ، ومداءات متنوعة تترواح من (١٥٠ كم إلى ١٧٠٠كم) وذات قدرة على حمل رؤوس حربية نوعية وتحت تحكم وسيطرة دقيق جدا وفعال وفوق ذلك كله فقد صممت على إختراق كافة أنظمة الدفاع الجوي الحديثة التي يمتلكها العدو .
هذه الإنجازات النوعية في التصنيع الحربي والأداء الميداني هي ثمرة العبقرية العسكرية ، والعقبرية العسكرية هي ثمرة نوعية من ثمار المشروع القرآني الذي لا يدرك قعره، ولا تحصى ثماره،
وما ستكشفه الأيام القادمة من مفاجآت عظيمة وغير متوقعة سيؤكد أن المشروع القرآني هو مشروع البناء الأمثل والنهج الأوحد لعزة الأمة وقوتها، وسر علوها على كل الأمم .