الرهان على إسقاط المقاومة ساقط .

الرهان على إسقاط المقاومة ساقط .

إب نيوز ٢٢ أكتوبر

بتول عرندس
التحركات الشعبية السلمية مستمرة لليوم السادس على التوالي في كافة المحافظات، وسط إجراءات أمنية مشددة. ومن المعروف أن الوضع الاقتصادي في لبنان حرج ومتدهور للغاية والفساد المستشري في كل الدوائر.
خرج العشرات بدايةً للمطالبة بتحقيق العدل والمساواة ومحاربة الفساد والعقلية القبلية الإقطاعية والاستفراد بالحكم، مطالبين بإحقاق الحق ومحاسبة المفسدين والمتورطين الذين أمعنوا في اذلاله وتجويعه وتفقيره.
السيد حسن نصر الله كان قد أعلن في خطاب أربعينية الإمام الحسين عليه السلام تضامنه الواضح مع المحتجين داعيا المسؤولين إلى التصرف بجدية، رافضا في الوقت نفسه إسقاط الحكومة بما لا يتناسب مع الوضع الحالي ل لبنان، الأمر الذي استفز قنوات الفتنة السعودية التي لا تريد الا الخراب والفوضى والانهيار والفراغ ل لبنان وشعبه الذي هزم مشاريعها التقسيمية وسياساتها الإرهابية.
وتزامنا مع هذا الحراك الإعلامي وتنصلا من المسؤولية والمحاسبة استقال نواب القوات اللبنانية من الحكومة الذين طبعا يخضعون لإملاءات السفارة الأمريكية والسعودية وتعليماتهما.
هذه القنوات الفتنوية تعمل نهارا جهارا على تشويه صورة المقاومة وزج قائدها في قائمة المفسدين والمتورطين لماذا، لأنه دحر العدو الصهيوني والتكفيريين وحمى لبنان وأسس العديد من المؤسسات الصحية والاجتماعية والتربوية حين غابت الدولة وأهل الحكم وتنصلوا من مسؤولياتهم، وهو الذي قدم أبنائه أحدهم شهيد في مواقع الجهاد الأولى والآخر مطلوب على لائحة الإرهاب الأمريكية، كذلك يريدون شق الوفاق بين الشيعة، أمل وحزب الله، واشغالهما بالاقتتال الداخلي خاصة بعد توجيه الأستاذ نبيه بري في ذكرى السيد الصدر الحركيين، أفواج المقاومة اللبنانية، للالتحاق بصفوف المقاومة والتصدي للعدوان الصهيوني.
اذا دعوة بري، دعوة باسيل لزيارة سوريا، الحرائق المفتعلة، والكثير الكثير من الأحداث بينت ان المطلوب حاليا افتعال فتنة داخلية.
نعم يريد اللبناني أن يحاسب هذه الطبقة الفاسدة معلنًا أن لا وصاية ولا خنوع بعد الآن. كل سياسي فاسد تورط في استغلال مقدرات اللبنانين ونهب المال العام يجب أن يحاسب، وليقول بأنه لا مجال بعد الأن للسفارات للتدخل في شؤوننا وتمزيق النسيج المجتمعي اللبناني ووحدتنا الداخلية.
ما يتم تدواله في الإعلام هو أن الحكومة ستقر موازنة جديدة ومجموعة من الاصلاحات الاقتصادية دون فرض أي رسوم أو ضرائب على كاهل الطبقات الفقيرة وموظفي القطاع العام، وكلنا يرجو الإصلاح طبعا لأن الفوضى لا تأتي إلا بالفوضى والفراغ غير مقبول بتاتا.
طبعا خطاب السيد نصر الله كان شاملا وواضحا، هو مع المحتجين ولكنه حريص على كيان الدولة وهيبتها وممتلكاتها العامة.
شدد السيد على ضرورة التصرف بعقلانية والابتعاد عن الفوضى والتصدي لكل من يريد إستغلال المظاهرات لتحقيق أهداف السفارات ومؤامراتها المعدة مسبقا والتي تدار من داخل الكيان الصهيونى ومملكة الإرهاب السعودية والغاية منها خلق رأي عام ضد حزب الله وتصويره بأنه جزء من الفساد.
ندرك هنا في لبنان حجم الخيبة الكبيرة التي اصابت أذناب هؤلاء بعد فشل رهاناتهم وحربهم على سوريا. ما يحصل في لبنان ليس صدفة ولا وليد اللحظة، هناك من يعمل على تأجيج الصراع الداخلي واستغلال الفساد وتردي الأوضاع المعيشية لتنفيذ اجندات خارجية لا علاقة لها بهموم المواطن. المقاومة وفي كل محطة ومفصل انتصرت والان ستنتصر. ستنتصر وستتصدى لكل الرهانات الجديدة والقديمة.
المقاومة واعية وسباقة ومنتبهة ويقضة وحكيمة.
الاصلاحات مطلوبة ولكن من غير المسموح إسقاط الحكومة وإضعاف لبنان المقاوم الداعم لكل القضايا المصيرية للأمة.

You might also like