إرهاصاتٌ سياسيةٌ نبويةٌ .
عبدُالله هاشم السياني
اعتاد أنصارُ الله منذُ أول احتفال نبوي أقاموه بتوجيهٍ من قائد الثورة وهم في جبالِ مطرة وواديها، أن يفتحَ اللهُ عليهم في مسيرتهم بنصرٍ كبيرٍ، تأكيداً لقوله تعالى (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ)؛ باعتبار أنَّ الاحتفاءَ والاحتفالَ والفرحَ بمولد سيّدِ الخلق وخاتم الأنبياء وأطهر البشر وأعلاهم مقاماً عند الله وأشرفهم منزلة لديه، هو امتثالٌ لما أمر ووجه اللهُ به.
ونحن على أعتاب المولد النبوي، نلحَظُ مجموعةً من المتغيّرات المحلية والخارجية التي تسعى جاهدةً للنيل من مسيرة أنصار الله، بالتآمر المباشر وغير المباشر وبمستويات متعددة وبأحجام مختلفة، وكلُّها تتصوّرُ كالعادة أنها وجدت الفرصةَ الذهبيةَ وغيرَ المسبوقة؛ لكي تنفّذَ أجندتَها أَو تحقّقَ أهدافَها التي عجزت عن تحقيقها منذُ الحرب الأولى وليس من سنوات العدوان الخمس وما قبلها؛ ولأَنَّ هذه القوى المحلية والإقليمية وغيرها لا تستوعبُ المنطلقاتِ ولا المعايير التي تسيرُ عليها مسيرةُ أنصار الله والمرتبطة ارتباطاً كبيراً بالثقافة القرآنية والتوجيهات الإلهية؛ لذَلك لا تستطيع أن تفهمَ طبيعةَ المخرجات السياسية ولا العسكرية ولا الأمنية الناتجة عن تحَرُّكِ المسيرة ببُعدها القرآني العملي؛ ولكونها كذَلك فستظلُّ تدخُلُ في حساباتٍ خاطئةٍ تجعلُها تحصُدُ هزيمةً تلوَ هزيمةٍ دونَ أن تفقهَ أَو تفهمَ طبيعةَ المتغيّرات والتحوّلات الواقعة في محيطها.
في المقابل سيكونُ أنصارُ الله على موعدٍ قادمٍ بعدَ المولد بفتح كبير، يساهمُ فيه بالتجهيز له وخلق أسبابه من سيحصُدون الهزيمةَ ويتجرّعون الْخِزْيَ والمذلّةَ، وتلك سُنَّةُ الله في خلقِه وعبادِه.