الحرب الناعمة خطر يهدد الأمة ويفتك بها .

إب نيوز ٢٥ أكتوبر

بقلم/منير اسماعيل الشامي

تعتبر الحرب الناعمة من أخطر الحروب التي وجهتها الانظمة الصهيو غربية واستهدفوا بها المجتمعات العربية والإسلامية من مرحلة الإحتلال العسكري وحتى اليوم، واسلحة هذه الحرب هي اسلحة خفية ومتنوعة ولها أساليب كثيرة وطرق شتى وجميعها تستهدف الفكر والثقافة العربية والإسلامية، وتهدف إلى إستبدال هوية الشعوب العربية والإسلامية، وإحلال ثقافة ضعيفة ومشوهه، وغريبة، بدلا عنها تتماشى مع أهدافهم في فرض سيطرتهم على الشعوب، والتحكم في توجيه الرأي العام للشعوب نحو الغاية التي تحقق مصالحهم وتدعم وجودهم وتواجدهم بصورة دائمة، دون أدنى معارضة لوجودهم، او رفض ضد تنفيذ مشاريعهم في نهب ثروات العرب والمسلمين، ودون أي مقاومة لمخططاتهم التوسعية في اراضيهم.

تطورت الحرب الناعمة للأنظمة الصهيو غربية مع التطور التكنلوجي، وتقدمت مع تقدم وسائل الإتصال والتواصل تنوعت في اساليبها تبعا لثورة تكنلوجيا المعلومات التي حولت العالم المترامي الأطراف إلى قرية صغيرة بعد أن ربط العالم بالشبكة العنكبوتية .

وتطورت أهداف اعداء الأمة من الحرب الناعمة مع ذلك التطور وتوسعت من مستوى السيطرة الفكرية على المجتمعات واستبدال ثقافاتها إلى أن أصبح الهدف الأول لها هو بلوغ التحكم المطلق بكل شعب من شعوبنا العربية والإسلامية، وتوجيهه ليقضي على نفسه بنفسه من خلال تقسيم كل شعب إلى فئات وطوائف وأحزاب متصارعة ، ومتقاتلة ، ومتناحرة ، وتغذية الصراع ودعم استمراره ليضل كل شعب في حالة من اللا توازن وعدم الإستقرار ويضعف شيئا فشيئا بسبب استمرار الصراع حتى يصل إلى أدنى مراحل الضعف والهوان، وفي المقابل فإن أعداء الأمة يستغلون استمرار ذلك الصراع لنهب ثروات الشعوب العربية والإسلامية مقابل تزويد كل شعب متصارع ومتقاتل بالاسلحة، وهذه الطريقة الأولى من طرق حربهم الناعمة

اما الطريقة الثانية فهي إثارة النزاع والصراع بين شعب معى شعب آخر أو أكثر مثل حرب الخليج الأولى وحرب الخليج الثانية وأخيرا العدوان على اليمن .

وبناء على ما سبق يتضح أن الحرب الناعمة لأعداء الأمة ليس لها حدود معينة ولا تقتصر عند مستوى بعينه بل تتدرج في استهدافها من استهداف مكون من مكونات الشعب إلى استهداف الشعب كاملا إلى استهداف اكثر من شعب في وقت واحد، وهذا يدل على خطورتها القصوى، وتأثيرها السريع، ونشاطها المرتفع، ورهان أعداء الأمة عليها، وعلى جدواها في تحقيق أهدافهم ومخططاتهم.

هذه النوع من الحرب وجهت بشراسة على الشعب اليمني خلال سنوات العدوان وبصورة استثنائية، واستخدم تحالف العدوان أخطر اساليبها، وبذل أقصى إمكانياته في استهداف الجبهة الداخلية المواجهة للعدوان وفي استهداف مكون أنصار الله بصورة خاصة، وكاد أن ينجح في استهدافه للجبهة الداخلية المناهضة للعدوان أكثر من مرة لولا فضل الله وألطافه بالشعب اليمني، وما سخر لهذه الحرب من ميزانية تفوق كل تصور، وجهها إلى برامج متعددة كالحرب الباردة ، ورياح التغيير ، وغير ذلك ، واستطاع عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي أن يحشد لخوضها عشرات الآلاف من ابناء الشعب اليمني إضافة إلى الخونة منهم والعملاء لدوله .

وأخيرا فإن اهداف الحرب الناعمة متعددة وكثيرة منها أهداف قصيرة الأجل مثل الوسائل التي استخدمها العدوان لإستهداف الجبهة الداخلية الماهضة له والتي سبق الإشارة إليها وكالتي تحدث في لبنان الآن، ومنها اهداف متوسطة الأجل ومن امثلتها الحرب الناعمة الموجهة لتوسيع دائرة الفرقة والإختلاف وتأجيج الصراع بين مكونات شعب واحد خلال مرحلة معينة مثل الحرب التي تعرض لها الشعب اليمني، والشعب السوري خلال سنوات الحرب عليهما ، ومنها ما اهدافها طويلة المدى وهي الحرب الناعمة التي لا تتوقف وتستهدف الشعوب العربية والاسلامية بصورة مستمرة واهدافها فكرية وثقافية واخلاقية وغايتها نزع الهوية العربية، والاسلامية ، والقومية من الشعوب واستبدالها بهوية ثقافتها منحرفة ، وفكرها مغلوط، وتقود نحو التخلي عن القيم والمبادئ والإتجاه نحو التفسخ والإنحلال والخضوع والخنوع والذل والهوان .

وما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام ان المشروع القرآني هو أقوى سلاح لمواجهة هذه الحرب، واسرع وسيلة لهزيمتها وكشف اساليبها وفضح طرقها ووسائلها.

وهذا ما اثبته الشعب اليمني في مواجهة اشرس وأقوى حرب ناعمة تعرضوا لها ومع ذلك لم تؤثر فيهم ولم تحقق اي هدف حتى بنسبة ١٠٪

You might also like