اجتماع الأمن والدفاع في السعوديّة.. لمصلحة من؟
متابعات:
تواصل السعودية استجلاب قوى ما وراء الإقليم إلى المنطقة. آخر هذه التحرّكات تمثّلت بعقد السعودية مؤتمراً باسم الأمن والدفاع لرؤساء الأركان بمشاركة 18 بلداً في الرياض.
وكما كان متوقّعاً خرج الاجتماع ببيان ختامي يتّهم إيران بالوقوف وراء الأعمال العدائية دون تقديم أي دليل.
لطالما اعتمدت السعوديّة سياسة الكم في مواجهة أعدائها، مستجلبةً الكثير من “الكومبرس” في مؤتمراتها، هذا ما حصل في تحالف العدوان على اليمن، التحالف العسكري الإسلامي والكثير من المؤتمرات التي عقدتها في المؤتمر، وإضافةً إلى رؤساء الأركان في دول مجلس التعاون الخليجي، حضر رؤساء الأركان في كل من مصر، والأردن، وباكستان، وبريطانيا، وأمريكا، وفرنسا، وكوريا الجنوبية، وهولندا، وإيطاليا، وألمانيا، ونيوزيلندا، واليونان.
لا يختلف اثنان على شكليّة المؤتمر الأخير، وأما الحديث عن “وسائل ردع التهديدات ضد السعوديّة” فلن يتعدّى قاعات المؤتمر، هذا لو سلّمنا بوجود مثل هذه التهديدات، ما تريده بعض الدول التي حضرت المؤتمر هي شراء السعوديّة لمزيد من الأسلحة، وبالتالي المزيد من الدماء في المنطقة، هنا نشير إلى التالي:
أوّلاً: لا ندري إذا ما كان أغلب رؤساء أركان الدول المشاركة على علم بالبيان الختامي، لاسيّما أن التجارب السابقة أكّدت أن السعوديّة تعدّ البيان الختامي مسبقاً دون أن تتكلف عناء إطلاع الحاضرين عليه.
السعوديّة تعمل على أن تعدّ البيان مسبقاً ، كالأمريكي في هذا المقام، في حين أن البقية الباقية هم فقط لإكمال العدد في الجالسين على الطاولة.
ثانياً: الأنكى من ذلك كّله بحث السعودية استقرار وأمن المنطقة مع رؤساء أركان هذه الدول، فمن المسؤول عن الصراعات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط منذ عقود، أليس بعض هذه الدول مسؤولة عن احتلال البلدان العربية قبل الحربين العالمية الأولى والثانية وبعدها؟ أليست هذه الدول شاركت في احتلال العراق؟ إن أكبر الآفات التي تعيشها المنطقة هي الاستعانة بدول الخارج، فلماذا لا تعقد السعودية مؤتمراً إقليمياً يشمل دول المنطقة “الجارة” فقط؟ ألا يمكن لدول المنطقة أن تحلّ مشكلاتها بنفسها، أليست الدول الغربية هي التي تحرّض على ما يحصل في منطقة الشرق الأوسط لبيع المزيد من السلاح؟
ثالثاً: على سبيل المثال، كانت القاعدة في اليمن من أخطر الجماعات الإرهابية في العالم، وإضافةً إلى تهديدها للشعوب المنطقة، باتت تشكّل في الآونة الاخيرة تهديداً لواشنطن.
أمريكا ومن أجل معالجة هذا الأمر دفعت بالسعودية لشنّ عدوانها على اليمن، ما الذي حصل، صحيح، أن القاعدة في اليمن، والتي خرجت عن القاعدة، قد تقوقعت وحدّت من تهديداتها لأي مصالح أمريكية في المنطقة والعالم، ولكن كل هذا كان على حساب دماء الشعب اليمني، وفي الجانب الآخر أبرمت السعوديّة صفقات بمئات المليارات من الدولارات الأمر الذي صبّ في مصلحة واشنطن، فمن الذي يهدد الإقليم؟ أليست واشنطن وحلفاؤها في المنطقة وفي مقدّمتهم السعوديّة.
في الختام، تحاول السعودية الاستقواء بالخارج لتحقيق أجندتها، ولكن هذه العملية تصبّ في مصلحة دول ما وراء الإقليم من جهة، وتضرّ بشعوب المنطقة من جهة أخرى.
المصدر: الوقت