السعودية والمرتزقة والجنوب مقابل الجنوب .

 

إب نيوز ٢٨ أكتوبر

 منير اسماعيل الشامي

اليوم يئس الذين تحالفوا على اليمن فتهاوت مخططاتهم وأنهارت قواهم، وعظمت حسرتهم على ما انفقوا في حربهم وعدوانهم لخمسة أعوام .

انسحبت قوات الإمارات من الجنوب وسحبت ما تبقى من اسلحتها وكل ما أتت به .

إنسحبت وعدن لم تتحول إلى دبي بل زادت سوءً عما كانت عليه عند دخولها.

غادرت الجنوب اليمني وسلمته لنظام الرياض وتخلت عن مرتزقتها وأخلفت كل وعودها لهم، بل ورمت بهم تحت اقدام الرياض وأشباح الشرعية، فلم يعد أمامهم إلا أن يتمسكوا بوهم” إتفاق جده ” ليرتموا مرة أخرى مجبرين تحت سلطة أعداء الأمس، وأركان النظام السابق الذين حاولوا يوما التخلص منهم، وهاهم اليوم يدركون أنهم فشلوا في التحرر من تلك السلطة وهم يرون أنفسهم تحت هيمنة تلك القوى من جديد.

وكذلك هو حال كل من يفرط بعزته وسيادة وطنه ثمنا لغازي ومحتل ويظن أن ذلك الغازي سيعيد له ما فرط به .

لقد استلم نظام الرياض جنوبنا المحتل وعزز تواجد قواته العسكرية فتغير المحتل وظل الجنوب تحت الإحتلال ففرح عملائه ومرتزقته من الإخوان وأعوانهم واغتاض عملاء الإمارات ومرتزقتها وباتوا مجبرين بالتكيف مع الأمر الواقع الذي صار مفروضا عليهم شاؤوا أم أبوا .

ربما أن المرتزقة بجميع أطيافهم لا يدركون أو ربما يتغابون أو لعلهم يتناسون حقيقة ما يجري في الجنوب، ويتهربون من الإعتراف أن ما حدث هو تبادل اجباري للأدوار بين السعودية والإمارات فرضه عليهما الواقع المر الذي وصل إليه تحالفهم العدواني في آواخر عامه الخامس، والذي جعل نظام الرياض يهرول إلى جنوب اليمن بعد أن فقد جنوبه في محاولة لتقوية موقفه الضعيف في مفاوضاته المباشرة والجارية مع سلطة صنعاء عله يفرض فيها ويساوم بالجنوب مقابل الجنوب
ما يعني أن نظام الرياض لم يأتي إلى الجنوب من أجل الشرعية ولا من أجل تنفيذ اتفاق جده إطلاقا، وهو ما يجب أن تدركه فصائل المرتزقة، وعليهم أيضا أن يعلموا علم اليقين أن نظام الرياض سيبيعهم بلا ثمن في أي لحظة وأنه سينتقم منهم كما انتقمت الإمارات من حليفها الإنتقالي لأن السعودية تعتبر حثالة المرتزقة سببا في فشل تحالفها وخسارة سمعتها وأموالها، وفضيحتها أمام العالم

لقد دخلت في مفاوضات مباشرة مع القوى الوطنية الشريفة وليس بيدها سوى ورقتين ضعيفتين هما ورقة الجنوب وورقة المرتزقة ومتى ما طرح لها الثمن المناسب الذي يحقق الحد الأدنى من مصلحتها بهاتين الورقتين فسوف ترمي بهما تحت أقدام سلطة صنعاء غير آسفة عليهم وستتخلص من حملهما في اسرع وقت خاصة وهي في هذا الموقف الضعيف

لذلك فلم يتبقى أمام حثالة المرتزقة إلا خيار واحد يضمن لهم الفلات من هذه النهاية المخزية ، وهذا الخيار هو فرصتهم الأخيرة وفي الوقت بدل الضائع الأخير لإستعادة عزتهم وكرامتهم ويتمثل بعودتهم إلى التمسك بأرضهم واصل كرامتهم والخروج عن سلطة نظام المحتل السعودي إلى ساحات مواجهته على تراب ارض الوطن الجنوبي ليغسلوا بدمائهم عار خيانتهم فإن أبوا ذلك فما عليهم إلا انتظار جزاء سنمار .

You might also like