مسؤولون أن نُحيي ذكرى المولد النبوي
إب نيوز ٢٨ أكتوبر
كتبت / ساره الهلاني
نحن مسلمو عصرنا ، الذين نعاصر الجاهلية الأخرى.
بُعث رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله بين جاهليتي زمننا الأسوأ فيهن إضلالاً وضياعاً كما قال في حديثه ( بُعثت بين جاهليتين أخراهما شر من أولاهما ) وتسليماً وإسترشاداً بأمر الله في قوله تعالى ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِـمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾ سورة الأحزاب ٢١
إلا أنه أولاً لن ندرك تلكؤ عمرنا بجاهلية الضلال والمضلين إلا إذا قدّرنا بقرائح العقول أجزل نعمه تفضل بها الله علينا هي _محمد صلوات الله عليه وعلى آله _وأسبغ معها كمال رحمته علينا بالقرآن وهدايتنا بنور هُداه قال جل وعلا ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَـمْ تَكُونُوا تَعْلَـمُونَ* فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾
محمد إمام رحمة ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَـمِينَ﴾
محمد قائد الخير ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾
مفتاح البركه ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾، ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾
وكيف لنفسٍ تفشل في رد الجميل فلا تطيق حمد الله ولا تؤدي شُكره؟
فواجب علينا أن نُحيي ذكرى مولد رسول الله صلوات الله وعلى آله لمسؤوليات كثيرة منوطين بها أولها أن نبتهج ونعترف بمنة الله العظيمة وفضله الواسع والخالد على المسلمين والعالم أجمع.
فتكون وسيلة لنتعرف بها على شخص الرسول ومضمون رسالته ونقاء منهجه من عقائد الزيف واتجاهات التدجين والولاء الخاطئ وإلا لماذا يسعى اليهود منذ سنين وعبر تيارهم الوهابي في محاربة هذه المناسبة؟
ولإننا في مرحلة تعدد الولاءات وانحرافها فنحن الأجدر بنا أن نعبر عبر ذكرى المولد النبوي عن الولاء لرسول الله صلوات الله وعلى آله ونتحرر من العبودية لغيرالله ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾
وفي خضم رحى المؤامرات اليهودية ونظرية الاستكبار الأمريكية ونحن أحوج لإن نعود لأعظم معلم وهادي وقائد ومربي فنستقي من سيرته الصحيحة شرعية الجهاد وثبات الموقف وتحمل المسؤولية في مواجهة الطواغيت اليهود، وكيف أنه بالرسالية الإليهية ومشروعه القرآني الوحيد أحدث تغييراً حقيقياً للواقع البشري وأزاح الباطل من نفوس الناس وواقعهم، وكيف أن المصطفى أنجز مسؤوليته التربوية قراءنياً في كل المجالات الثقافية والعسكرية والسياسية والاقتصادية … الخ.
فلا يبقى رسول الله صلوات الله وعلى آله حاضراً بيننا اسماً لاسلوكاً ونهجاً بل إن واقع الأمة يفرض علينا أن نكون أكثر ارتباطاً به وإقتداءً بشخصه لنعيش ثمرة نعمة أننا امة محمد فيكون بيننا رسول الله كما قال الإمام علي عنه ” بعث محمداً ليعلم العباد ربهم إذ جهلوه، وليقروا به إذ جحدوه، وليثبتوه بعد إذ أنكروه…. ”
فكم جهلنا ربُنا، وجحدناه، ونكرناه، فعصيناه وعصينا رسوله؟