الموت تحت ركام الجوع..

 

إب نيوز ٢٨ أكتوبر
كتبت /عفاف محمد

وقد يقول قائل ..هل للجوع ركام…؟!
نعم في اليمن للجوع ركام …

لعلك تدرك وانت تجوب شوارع صنعاء كم هي الطفولة حزينة ووجهها شاحب ..

لعلك تمس عمق الحاجة وعيناك تصافح اطفال في الطرقات يتسولون ويمسحون السيارات، اويبيعون قنينة ماء او بيض مسلوق في الأرصفة ،ويسعون نحو مواقف السيارات بلهفة طمعاً في الحصول على ما يغطى بعض حاجاتهم….

هنا ساقص عليكم بإختصار قصة حوت معنى الجوع القاتل الجوع الذي جعل الطفل أحمد يترك مدرسته ويتنقل مع اصدقائه الثلاثة مع معلمهم الذي يعمل في البناء وكان يوكل لمن هم في سن لايتجاوز الخامسة عشر بأعمال اكبر من سنهم، لكن هي الحاجة الملحة من جعلتهم يقومون بذلك ، كان ثلاثتهم يضخون نشاطهم ويجهدون انفسهم بشدة ويهتمون بتحمل الحجارة الثقيلة للعمارة التي يتم بناؤها ومثل هذه الأمور من الاسمنت والبلاط وكل مواد البناء الثقيلة في نهاية اليوم يحصلون على اجر زهيد ، يمسحون عرقهم فرحين بذاك المال مهرولين للبيت لأسعاد والدهم الذي عجز عن توفير كل حاجيات البيت، وامهم التي تقابلهم بالبسمة الحزينة على تلك الطفولة التي حرمت حقوقها وقد رسم الزمن على وجهها تجاعيد تحكي قمة الوجع …

وفي يوم عاد اثنين منهم لبيوتهم ولم يعد احدهم ..
انه احمد ابن 15 ربيع وعمت الوحشة الدار والجيران..

فبينما كان أحمد مع اصدقائه يمرح ويمازحهم وهم يعملون على إتمام خزان أرضي، وقد اخضرت ملابسهم من عرقهم، اوأمتلأت غبار ..أهتدم فجأة سقف الخزان فوق رؤوسهم …وعلى إثر ذلك فارق أحمد حياته ..
ومات أحمد تحت ركام الجوع ..!!

مات وترك اصدقائه وقد التهمتهم الوحشة وكساهم الرعب وسكنهمم الوجوم ..ولكم ان تتخيلوا موقف ابويه ..
اليوم صديقاه اسامة ويوسف عادوا لعملهم خواطرهم مكسورة ،وهممهم مجبورة على اكمال الطريق رغم المخاطر ..

و يصادف أسامة بعد أسبوع من وفاة أحمد في جدران أحد الابنية التي يعملون فيها كتابة في عرض الحائط ذكريات أحمد وأسامة ويوسف ..
وقد كتبها أحمد بخطه ..اساميهم.الثلاثة..
وعبارة تقول: وهذا خطي فأذكروني …وانهمرت دموع اسامة ..وواصل عمله مضطر .

You might also like