«وورد سوشاليست»: إعلان مقتل البغدادي وسيلة ترامب لتأمين نفسه في المكتب البيضاوي .
إب نيوز ٣٠ أكتوبر
أكد مقال نشره موقع «وورد سوشاليست» الأمريكي أن القيمة الاستراتيجية لإعلان مقتل متزعم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو بكر البغدادي في غارة أمريكية تكاد لا تذكر وخاصة بعد إصابته بجروح بالغة في غارة جوية عام 2017 ما أجبره على الاختباء ولعب دور صغير في عمليات «داعش» الإرهابية.
ولفت المقال إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيوظف مقتل البغدادي في تأمين مكان أكثر أماناً لنفسه في المكتب البيضاوي في ظل تعرضه لهجوم حاد متزايد من داخل المؤسسة الأمريكية الحاكمة وجهازها العسكري والاستخباراتي بشأن سياسته في الشرق الأوسط.
وقال المقال: كما هي الحال مع القتل المستهدف لمتزعم تنظيم «القاعدة» الإرهابي أسامة بن لادن في باكستان عام 2011، فمن المرجح أن الرواية الأمريكية المقدمة عن مقتل البغدادي سوف يثبت أنها ملفقة إلى حد كبير، لافتاً إلى حقيقة أن البغدادي و«داعش» قاما بأعمال وحشية في العراق وسورية، ولكن كلاهما كان في نهاية المطاف صنيعة حروب الإمبريالية الأمريكية غير المنتهية في الشرق الأوسط وما يسمى الحرب ضد «داعش» نفسها.
وأكد المقال أن جرائم الحرب التي ارتكبتها الإمبريالية الأمريكية في الشرق الأوسط تفوق إلى حد بعيد الفظائع التي ارتكبها «داعش» والتي كانت مجرد أحد منتجاتها السامة، مشيراً إلى أن البغدادي كان معروفاً بشكل جيد لوكالات الاستخبارات الأمريكية وكان بكل المقاييس مصدر قوة لأحد فصائلها على الأقل، فقد لعب دوراً كبيراً في استراتيجية فرق تسد في العراق والحرب على سورية، وهذا ما يؤكد أنه لم يقتل بسبب اكتشاف مخبئه فجأة، بل بسبب سحب الحماية السابقة عنه، فبمجرد أن أدركت وكالة الاستخبارات المركزية أو المخابرات العسكرية الأمريكية أن البغدادي لم يعد مفيداً كان مصيره محتوماً.
وأضاف المقال: إن توقيت إعلان مقتل البغدادي كان سياسياً بالكامل، فقد أثار الضوء الأخضر الذي منحه ترامب في وقت سابق من هذا الشهر للغزو التركي لشمال شرق سورية وسحبه الجزئي للقوات الأمريكية من المنطقة عاصفة سياسية في واشنطن أدت إلى تآكل قاعدة دعمه داخل الحزب الجمهوري لأنه يواجه المساءلة وأيضاً أدت إلى ما يمكن اعتباره تمرداً ضمن صفوف القادة العسكريين.
وتابع المقال: لقد حاول ترامب مواجهة هذه المعارضة عن طريق استهداف البغدادي، وأيضاً عن طريق إعادة القوات الأمريكية إلى سورية تحت ذريعة «تأمين» حقول النفط، مضيفاً: لا شك بأن الدافع الحقيقي للحروب التي اندلعت باسم محاربة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل هي ضمان هيمنة الولايات المتحدة على مناطق إنتاج النفط الاستراتيجية.