على طريق الاحتفال بالمولد النبوي .
إب نيوز ٣٠ أكتوبر
عبدالفتاح علي البنوس
لا غرابة أن نشاهد ذلكم الزخم الجماهيري الكبير لجموع اليمنيين نساء ورجالا ، كبارا وصغارا وهم يسابقون الزمن للتجهيز والإعداد للمهرجانات الإحتفالية الكبرى التي ستشهدها العاصمة صنعاء وعدد من محافظات الجمهورية ، الكل يتطلع لأن يسهم في صنع الفرحة ورسم ملامحها على الوجوه ، الكل يبتغون الأجر والثواب ، غير مكترثين لتخرصات البعض ومثبطات البعض الآخر ، المستنكرة للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ، فقد تعرى أصحاب هذه الرؤى الرجعية والثقافة والفكر المتخلف ، والعقائد المستوردة ، وتجلت الحقائق بكل وضوح .
فمن كانوا يهاجمون المولد النبوي ويغرقون في تبديع من يحتفلون به ويفرحون بقدومه ، ويهاجمونهم ويمنعونهم من إقامة الفعاليات والمهرجانات التي تحتفل بمولد الصادق الأمين ، وترفع من ذكره وتصلي وتسلم عليه وعلى آله ، شاهدناهم يبتلعون ألسنتهم وهم يشاهدون ملك الزهايمر سلمان بن عبدالعزيز ونجله المهفوف محمد بن سلمان يطبعون علانية مع الكيان الصهيوني ، ويقومون بفتح الملاهي والمراقص والبارات والنوادي الليلية في بلاد الحرمين الشريفين ، ويروجون للرذائل والمنكرات ويدخلون الأصنام والتماثيل بعد أن حطمها الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم قبل أكثر من 1430عاما ، ويقتلون المواطنين السعوديين الأبرياء بتهم كيدية كاذبة لا أساس لها من الصحة لمجرد الانتماء المذهبي والتوجه السياسي وتصفية لحسابات قذرة كما هو الحال في جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي وإعدام الشيخ العلامة الشيعي نمر النمر ، وإعدام أكثر من 32ناشطا من أبناء القطيف ، علاوة على الزج في السجون بآلاف المعتقلين من الدعاة والسياسيين والنشطاء والناشطات ، وتنظيم الحفلات والمهرجانات الغنائية الماجنة ، والتي تقيمها هيئة الترفيه التي باتت حاضنة السفور والسقوط والسفه ، علاوة على قيامهم بأعمال وجرائم تغضب الله ورسوله ، كل ذلك ولم ينبسوا ببنت شفه ولم نسمع منهم أي معارضة لذلك كما يفعلون تجاه الاحتفال بالمولد النبوي .
في الإمارات تنفق دبي ملايين الدولارات لإقامة احتفالات رأس السنة الميلادية (الكريسمس) ، والحال (من بعضه) بالنسبة لبقية الدول العربية مع فارق الإمكانيات والتكاليف ، (وهات يا احتفالات) بعيد الحب وأعياد الميلاد والأعياد الوطنية ، وذكرى جلوس هذا الحاكم الطاغية على كرسي الحكم ، وذكرى وفاة ذلكم الحاكم المستبد ، والكثير من المناسبات التي تصرف عليها الأموال الطائلة بلا حسيب أو رقيب ، ولكن عندما نحتفل بذكرى المولد النبوي تقوم القيامة و(هات يا انتقادات) ، و(هات يا مجابر) و(هات يا تحليلات وأقاويل) غالبيتها تأتي عقب (تخديرة عيدان القات) وأحيانا كمحصلة للتعبئة الخاطئة والثقافة المغلوطة والمعتقدات المستوردة التي ما أنزل الله بها من سلطان .
وفي اليمن شاهدنا حجم الإنفاق المهول الذي حصل خلال استضافة بلادنا منافسات بطولة خليجي 20في كرة القدم ، وشاهدنا أوجه انفاق غير منطقية بملايين الدولارات على احتفالات ومهرجانات غير مجدية وغير ضرورية ، وعندما نحتفل بالمولد النبوي في ظل ظروف بالغة الصعوبة ، لا إمكانيات مادية ولا موارد ولا ثروات إلا ما هو متاح بالحد الأدنى تقوم القيامة ، هذا يقول ( اصرفوا المرتبات) وذاك يقول ( الناس يموتون من الجوع) وآخر يقول ( النبي ما يشتي لوحات وزينة وقصاصات قماشية) وغيرها من التعليقات التي تحاول تحميل الاحتفالات بالمولد النبوي تبعات سياسة قوى العدوان وحكومة الفنادق التجويعية لأبناء شعبنا والتي تعد نتاجا لقطع المرتبات والحصار الجائر المفروض على أبناء شعبنا منذ ما يقارب الخمس سنوات.
بالمختصر المفيد، احتفالنا بالمولد النبوي تعظيم لشعيرة من شعائر الله ، العمل فيها والإسهام في تمويل تكاليفها يعتمد على المساعدات والتبرعات والجهود الذاتية ، والدعم والإسناد الحكومي يكاد يكون محدودا ، وكل ذلك من أجل رسول الله ، وطمعا في الأجر والثواب ، وهذا هو بيت القصيد ، ومن أجل رسول الله يرخص كل غالٍ .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .