محمّد رسول اللّه : نجم السّماء .
إب نيوز ٣ نوفمبر
قد تجفّ مشاعرنا ، و يصيبنا الخذلان ، و يعصف بأرواحنا نكران البشر ، و قد نصمت ليس عجزا عن ردّ إساءة من يتبنّى إيلامنا ، و يبغي قتل أجمل مافينا و هي الرّوح ؛ فقتل الجسد أسهل بكثير !!
نصمت ذهولا ، نتجلّد إباء ، نعاني من جفوة من حولنا و فظاظة طبعهم ، قد نغضب حدّ الشعور ببراكين في أعماقنا تريد لفح من يجرحنا ، و من يتقصّد إيذاءنا ، و حينها نسمع من أحدهم جملة كأنها برد و سلام لأرواحنا، نعم نسمع صوتا ملائكيا ( نعدّه ) يقول لنا : ” صلّوا على محمّد “، فنحتكم بطبيعة إيماننا القاضي و الماضي فينا بأنّه بمحمّد أُطفِئت نيران كسرى أفلا تنطفئ نيران قلوبنا المكلومة ؟
ألا تلتئم تلك النّدوب التي هجرت محمدا سلوكا فآلمنا بعضنا كبشر ، و ظلمنا بعضنا في غطرسة و غرور و كبر ، ليكون ذكر محمّد من ذكر اللّه ، و في الصلاة عليه و آله عودة لنقاء أرواحنا فمحمّد و عشق محمّد كمياه تطفئ فينا كلّ الأوجاع ، و تجدّد فينا الحبّ، و الخير ، و الجمال ،،
محمّد الذي حتّى في تاريخ مولده و شهر مولده أيقونة خالدة فالرّبيع هو شهر مولده و لم ينتقِ الخالق هذا الشّهر عبثا لميلاد حبيبه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) ، بل ليبقى محمّد أيقونة الرّبيع الخالد ، ربيع الأرواح التي لا تُشتوي و لا تُصيّف و لا تُخرّف ؛ فإن وهن العظم و اشتعل الرأس شيبا تظلّ الرّوح المحمديّة شابّة العطاء ، فمحمّد ربيع متجدّد ما دامت البشريّة ، و هو ربيع الأخلاق و السّلام و الأمن و الأمان ، محمّد ربيع الفضائل كلّها ، و نبعها و ريّها و ماؤها الطّاهر المطهَّر المطهِّر ،،
أوليس قد جعل اللّه من الماء كلّ شيئ حيّا ،
نعم : فرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) بمثابة النّهر المتدفّق بالحب المصفّى ألوانا فيه لذّة للمصلين ( عليه و آله ) كما لو كان محمّد هو العسل نستشفي به ؛ ففيه شفاء للنّاس و هو من فيه و منه و به ( روشتة ) من خالق الكون إرشادية لن ننجو من الهلاك إلّا لو التزمناها ، و تطهّرنا بعشقه و اتباعه أثرا أثرا ، و جعلناه قدوتنا و أسوتنا حين كانت القدوة لجوانب الشخصيّة القويّة الشّجاعة و حين كانت الأسوة بأدق تفاصيل و نبضات فؤاده و قلبه و روحه و رهافة مشاعره ،
نعم و لنا فيه أسوة حسنة ، و بمحمّد اقتداءً و تأسّيا تتطهّر أرواحنا تطهّرا يشفي كلّ كلوم الحياة التي تفرض علينا اللهث وراءها ، حياة تنافسنا بل تتحدانا أن ننسلخ عن أرواحنا فتأبى كلّ روح إلّا أن تتبلسم و تتشافى بمحمّد و تحبّ و تعشق محمّدا ؛ فمحمّد هو الرسول الموصوف بـــ : ” رحمة للعالمين ” ، و ما أوسع معاني الرّحمة التي جاءت في حوار اللّه مع حبيبه ، و قد جاءت كلمة رحمة نكرة لشموليتها و سعتها و رحابتها فلم يقيدها ربّ العالمين بــ ال التّعريف ، و لم يحاصرها بإضافتها إلى مابعدها ، بل كانت : رحمة : كلمة حرّة مرفرفة على شواطئ تحكي حبّ الخالق لعباده ، بل إنّ الرّحمة هي ممّا يؤسّس لمعرفة بين العبد و ربه من جهة ، و بين العبد و العبد من جهة أخرى ، و مجيؤها نكرة كدليل سعتها و اتساعها فرسول اللّه رحمة في أخلاقه .. مبادئه .. تشريعاته .. أوامره .. نواهيه ، هو رحمة واسعة ليس في مقدور البشر تحديدها أو حتّى حصر مواقفها ،،
رسور اللّه رحمة ليست خاصّة ببني إسرائيل و ليست حكرا على العرب دون سواهم ، محمّد سيّد الكونين و الثّقلين ، محمّد من كتب الرحمن اسمه على عرشه قبل خلق الأكوان ، محمد نفح و روح و نور اللّه ، محمد رحمة من رحيم و رحمن ، و بهذا فحبه و عشقه هو آخر خيط ( نبي و رسول ) من السّماء إلى الأرض و هو بقرآنه العروة الوثقى التي لا انفصام لها ، هو قائد و رائد سفينة النّجاة من الغرق في الظّلمات ،،
فلماذا حين نأتي للحفاوة بمولده يظهر لنا آلاف من ( عبدالله بن أُبَي بن سلول ) ؟
لماذا يتبادى و يتبارى مهلهلو الإيمان ، ساقطو الرجولة و يدعون الناس للتّخاذل عن الاحتفال بذكرى مولده بمبرّرات واهية سخيفة ، و يستبدلون فيه من هو أعلى بمن هو أدنى ، و لسان نفاقهم يقول : لا تحتفلوا برسول اللّه فهذا الاحتفال بدعة ؛ بينما يرون تعظيم أبناءهم الذين يقيمون لهم كلّ عام حفلات أعياد الميلاد ؛ ليفرحوهم و يسعِدوا قلوبهم ، و يبذلون لذلك أموالا لا بأس بها ، و لا يهتمون حينها لأيّ مادّة لكنّهم عند الاحتفال برسول اللّه يبلغون مبلغهم من الشّحّ و البؤس ، كما و لا ينسون الحفاوة بأعياد زواجهم ، و أيضا يتبادلون التّهاني بمناسبة ( الكرسمس ) ، و لا يمرّ العام إلّا و يحتفلون بالعمّال ، و الأمّهات و الآباء ، و الطّرب و المطربين ، و النّظافة ، و حتّى يجعلون للطّماطم مهرجانات ، و حتّى الطّبخ يجعلون له يوما عالميا للاحتفال بأفضل شيف و أفضل طبخة ، و هنا ما أشبههم بأصحاب مائدة نبي الله عيسى ( عليه السّلام ) ، وهم من طلب مائدة من السّماء أساسا و شرطا في اطمئنانهم للّه ثمّ إيمانهم به ، بينما الأصل في الإيمان هو تسليم مطلق غير مشروط بإشباع بطن ؛ فقضيّة الإيمان باللّه و برسله و كتبه و قدره و ملائكته و يومه الآخر قضيّة أرقى من الجسد و إشباع حاجاته ، إذ لا شأن فيها للبطون ؛ فكلّ من يعبد بطنه قد يكفر عندما تخلو و تجوع هذه البطن ، نعم قد يكفر بأجمل النّعم مقابل إشباع البطون ، و لنأخذ مثلا من الواقع و العصر فأولئك المرتزقة و العملاء و الخونة الذي فرّوا إلى سلمان إنّما فعلوا ما فعلوا انتصارا و تقديسا لبطونهم التي لا تشبع ، و علومهم التي لا تنفع ، و قلوبهم التي لا تخشع فكانوا كالبهائم أو أضلّ ، و بخنوعهم ربّما احتفوا بمحمّد بن سلمان ، و محمّد بن عبدالوهاب ، و جعلوا محمّد بن زايد ملكة جمال و لكن في ذكر مولد النبي الأكرم تعصرهم بطونهم ، و تقوم قيامتهم !!
فيا أحمق : اتبعهم في حفاوتهم بالكرسمس ، و احتفل معهم بعيد الحبّ، والشّجرة ، و اللحية المحنّاة ، و المثليين ، و المراقص كما لا تنسَ الاحتفال بسروال المؤسّس، و بقرة ترامب و بوذا بنات زايد ،،
احتفل و أقم معهم أيامهم التي كان مثلها في الجاهلية أيام للعربدة ، و هم مماسيخ العصر و الأوان !!
يا مذبذب : تعربد معهم في يوم الكأس و الغانية و ملكات الجمال ، و اختر أفضل مومس ، و أفضل مطرب ، و أفضل ممثّل ، و أقم وجهك شطر بيعهم و كنائسهم !!
احتفي معهم بذكرى احتلال
سقطرى ، و فلسطين قبلها منذ سبعين عاما ، و احضر حفلات رقص علي البخيتي ، و لا تفارقهم حين تدعوكم ( توكل كرمان ) للاحتفال بــ : ( أردوغان )، كما و لا تنس أن تشجع محمّد الأضرعي بحصوله على المركز الأول في التّهجّم على آل بيت رسول اللّه ، و لا يغيب عنك تسجيلك الإعجاب بمنشور لخالد الرويشان رمز ثقافة المخمورين حين يوهن عزمك حين يُذكَر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ، كما لا تبتعد كثيرا عن منافق يقول لك : النّاس ميّتين جوع و الحوثة بيزينوا الشّوارع عاسب محمّد !!!!
محمّد محمّد محمّد …و كأنّ محمّدا عندهم سحابة صيف بلا تأدُّب يذكرونه في حضرة أو لحضرة محمّد، و ماكان محمد أبا لأحد منهم ، و ما كان حرف كلمة سقط سهوا من سجل أنبياء اللّه و رسله !!!
يستهينون بمحمّد و هو مخرجهم من الظّلمات إلى النّور، و هو من حرّرهم من عبادة الصّنم و الحلوى و النّهر و الثّور و الشّمس و القمر و الطّير و البقر ،،
يفتون بأنّ الاحتفال بيوم محمّد رسول اللّه بدعة في حين يحلّلون كلّ احتفال ، و تحت أيّ مسمّى، و يفجرون و يفسقون و يسكرون في احتفالاتهم، و حين الاحتفال بيوم ( محمّد بن عبدالله ) العالمي لا يستحون من إعلان معارضتهم لهذا الاحتفال ، الكافرين به كونه أعظم نعمة للعالمين يحقّ للأكوان بمن و مافيها أن تحتفي و تحتفل به ؛ فهو الهادي إلى سواء السّبيل ، و المخرج من الظّلمات إلى النّور،
فيا محمّد .. يا رسول اللّه :
لا تحزن … فلك أمتك و لهم فوضاهم ،
لك أحبابك و جمهورك و لهم ستار أكاديمياتهم الطربيّة ، و أرب أيدولهم ،،
و أنت رسول اللّه المصطفى المختار من ربّ السماوات و الارض من له اليد في إحراقهم و ما يعبدون من أسماء ما أنزل اللّه بها من سلطان ،،،
و يا محمد :
دعهم يا حبيب اللّه ينفقون ملياراتهم في دبي للاحتفال بالكرسمس ، و تحيي حفلاتهم نجوى و نانسي و حلمي و حسني و ناصر و أحلام و…الخ ؛ فهؤلاء سوبر نجومهم و سوبر ستارهم ، لكنّك سوبر ستار السّماء ، و أنت نجمي المفضل ، أنت وصفة شفائي المقدّسة ،،
يا رسول اللّه : لا تحزن بأبي أنت و أمي و أخي و ابني ،، و أنت سيّدي مادام الليل و النّهار ،،
يا محمّد : أنت ربيعي و روحي التي تسكنني و هل لروح بشر أن تسكن روحي قبلك ؟ !
أنت نور العين ، و قرّتها ، أنت حبّة فؤادي و مهجته ، و أنت عمري و أيامه و ساعاته، و أنتَ تفاصيل سعادتي ؛ فدعهم ( يا حبيب اللّه ) يحتفلوا بماشاؤوا، و يبدّعوا الاحتفال بك فليسوا جديرين بحبك ، و ليسوا على مستوى الاحتفال برسول ربّ السّماء،
دعهم فلهم أيّامهم و لك يوم ذكرى مولدك و هو يومك العالمي ، و كفى .
# اليوم _ العالمي _ لمحمّد بن عبداللّه .
أشواق مهدي دومان