المشاط والإنطلاق لمحاربة الفساد .

 

إب نيوز ٣ نوفمبر

منير اسماعيل الشامي

دشن فخامة الأخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن مهدي محمد المشاط يوم امس الأول المرحلة الأولى لمحاربة الفساد ومكافحة مظاهر الرشوة والإبتزاز التي يتعرض لها المواطن اليمني المغلوب على أمره من قبل بعض ضعفاء النفوس، أثناء متابعته على معاملة في بعض مؤسسات الدولة.

وقد ألقى فخامة الرئيس المشاط كلمة في حفل التدشين معلنا انطلاق المرحلة الأولى ضد الفساد والمفسدين بأجهزة الدولة، مؤكدا أن المهمة الأولى والرئيسية للدولة هي خدمة المواطن وليس ابتزازه، مشيرا إلى أن هذه المرحلة تأتي في طريق تنفيذ مشروع الرئيس الشهيد والمجاهد البطل صالح الصماد “يد تحمي ويد تبني” ومحددا هدف هذه المرحلة بالقضاء على كل مظاهر الرشوة والإبتزاز في جميع مؤسسات الدولة ومكاتب وزاراتها بمختلف مستوياتها، مؤكدا إنحيازة المطلق للسواد الأعظم من ابناء اليمن وأنه يؤلمه ما يؤلمهم، ولن يتغاضى عن هموم المواطنين من أصغرها إلى أكبرها.

هذا الاعلان الرسمي لهذه المرحلة من رئيس المجلس السياسي الأعلى هو اعلان لمرحلة جديدة من مراحل ثورة ال ٢١ من سبتمبر الخالدة، وحلقة من حلقاتها نحو استكمال تحقيق كافة أهدافها.

وعلى الرغم من أن هناك مراحل سابقة في محاربة الفساد تم تنفيذها وتم النجاح في تحقيق أهداف تلك المراحل في الفترة الماضية، وخاصة المرحلة التالية لإعلان الثورة والتي قامت بها اللجنة الثورية العليا ونجحت بها في تجفيف منابع الفساد التي أسسها النظام السابق وظلت لعقود طويلة أبوابا مخصصة للخاصة من أركانه و المقربين إليه وكانت بشكل إعتمادات غير قانونية بمئات الملايين وحسابات بنكية مقصورة على عصابة قوى النفوذ في ذلك النظام الفاسد، إضافة إلى توقيف الصرف من ابواب موازنة الدولة التي كانت تستهلك ما يقارب ٦٠٪ من موازنة الدولة تحت بنود مشاريع تنموية لا تنفذ، إلا أن رئيس الجمهورية أعتبر هذه المرحلة هي الأولى، وهذا يعكس عزم قيادتنا السياسية الصادق والقوي على المضي في عملية الاصلاح المالي والاداري وان الوقت قد حان وصار مناسبا لتنفيذ كافة توجيهات قائد ثورة ال٢١ من سبتمبر السيد العلم عبدالملك حفظه الله ورعاه بهذا الخصوص، ومن جهة إخرى فقد اعتبر فخامة الرئيس هذه هي المرحلة الأولى لأن غايتها رفع المعاناة عن المواطن اليمني، وتحريره من كافة اشكال المساومة والابتزاز من قبل اي موظف عام في أي مستوى إداري أياً كان موقعه بالهرم الإداري للدولة من أعلاه إلى أدناه.

وقد حدد رئيس الجمهورية الآلية التنفيذية لهذه المرحلة معتبرا تدشين هذه المرحلة إيذاناً بالدخول بعزم صارم وجدية في معركة مفتوحة مع الفساد المالي والاداري، وفي طريق بناء مؤسسات الدولة البناء السليم الذي ينسجم مع هويتنا الإيمانية والحضارية التاريخية، وفقاً لآلية منظمة لهذه المعركة يخوضها الشعب واجهزة الدولة على حدٍ سواء وأن هذه المعركة لن تتوقف حتى تتحقق كافة أهدافها في بناء أجهزة الدولة ، واختفاء كافة اشكال الفساد المالي والاداري منها وتتلاشى كافة السلبيات المرافقة لأداء هذه المؤسسات في مختلف مستوياتها الإدارية، من خلال الخطوات التنفيذية التالية:-
١- توجيه مؤسسات الدولة بتفعيل إدارات خدمات الجمهور فيها وتمكينها من تنفيذ دورها في خدمة الجمهور وحمايته.
٢- تخصيص ارقام مجانية لإستقبال شكاوي المواطنين واستماع آهاتهم، وتظلمات كل مواطن يتعرض للإبتزاز.
٣-التوجيه بتعليق لافتة في كل مؤسسة حكومية تقدم خدمة للمواطنين توضح الخدمات التي تقدمها والرسوم القانونية لكل خدمة، والمدة الزمنية التي تستغرق انجازها
٤- تم تخصيص إدارة برئاسة الجمهورية بأرقام مجانية وطاقم مختص يتم لجوء المواطن إليها في حال عدم استجابة الجهة المختصة مع شكوى المواطن وستحظى بإهتمام ومتابعة مباشرة من رئيس الجمهورية .
٥- أي مسؤول لا يستجيب لشكوى محقة من مواطن سيتم محاسبته بجدية وعزم وصرامه

٦- أي موظف تثبت صحة الشكوى ضده سيتم محاسبته كائنا من كان

هذه الآلية هي بحق آلية متكاملة وبيئة منظمة لا ينقصها إلا المساهمة الشعبية في تفعيلها، بوعي حقيقي من كل مواطن يستشعر مسؤوليتة الدينية والاخلاقية والوطنية، ويستشعر دوره اهميته في بناء أجهزة الدولة ومحاربة الفساد والمفسدين فيها، ورفض كافة اشكال الإبتزاز التي قد يتعرض لها من أي موظف عام والتبليغ به وبمحاولته وعبر قنوات الاتصال المخصصة لذلك بدءً بالمؤسسة وانتهاءً بالادارة المخصصة لذلك برئاسة الجمهورية.

ولخوض هذه المعركة فقد دعى فخامة الرئيس ابناء الشعب إلى الاسهام في محاربة الفسادوالابتزاز ومحفزا لكل من يساهم في ذلك بمزايا متعددة مادية ومعنوية بإعتبارهم طلائع الشعب في مكافحة الفساد.
كما دعى موظفي الدولة الشرفاء إلى الانطلاق في محاربة كافة مظاهر الرشوة والابتزاز كلا من موقعه وإلى التنافس في خدمة المواطن كون هذا واجب على موظفي الدولة وتلك مهمتهم الاساسية التي تعينوا لأدائها.

وبذلك فإن نجاح هذه المرحلة من مراحل محاربة الفساد اصبح مرهون بتفاعل المواطن، فبوعيه وبولائه لله ولوطنه وبإحساسه بواجبه تجاه دينه ومجتمعه ودوره في تحقيق المصلحة العامة وحمايتها والدفاع عنها سننتصر في خوض معركة هذه المرحلة وستتحقق أهدافها بإذن الله، وهذا ما يجب أن يعيه كل مواطن ويدركه، ويسعى إليه وينشده وهو واجب الجميع ، ولا يستثنى منه أحدا .

You might also like