و.س جورنال: السعودية تريد الخروج من اليمن دون أن تبدو ضعيفة .
إب نيوز ٦ نوفمبر
نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مسؤولين سعوديين مطلعين (لم تسمهم) قولهم إن المملكة تدرس مقترحات لإقامة محادثات مباشرة مع الحوثيين في اليمن، لمحاولة وضع حد للحرب التي أثرت على سمعة الرياض وكبريائها، وذلك بعد أيام من بدء سحب الإمارات قواتها من اليمن.
وقالت الصحيفة، في تقرير، نقلا عن ما وصفته بمسؤول سعودي بارز قوله إن “المملكة لا تريد أن تجر لفترة أطول في تلك الحرب”، لكنه استدرك: “وسط كل التوتر مع إيران، لا تريد المملكة العربية السعودية أن تبدو ضعيفة أو تثبت أنها تشعر بالألم”.
ونتيجة لهذا التردد، أشار التقرير إلى أن الجهود الدبلوماسية للتوسط في وقف إطلاق النار في اليمن بين السعودية والقوات المتحالفة مع إيران تعثرت، كما قال أشخاص اطلعوا على المحادثات، مما عطل محاولات الأمم المتحدة لمنع الحرب المستمرة منذ أربع سنوات من تأجيج صراع إقليمي أوسع بين الرياض وطهران.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، نفذ الحوثيون في اليمن سلسلة من الهجمات بالصواريخ والطائرات دون طيار، التي تعتبرها الرياض وواشنطن أعمالا موجهة مباشرة من إيران، وهو الأمر الذي تنفيه طهران بإصرار.
تعثر
وأضافت الصحيفة أن الضربات الحوثية، بما فيها الهجوم الصاروخي الذي استهدف عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية الشرعية التي تدعمها السعودية، وأدى إلى مقتل 40 شخصاً، أثر على محاولات الوصول لهدنة باليمن.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مصادر قولها إن الحوثيين قدموا مبادرة غير علنية يلتزمون من خلالها بوقف الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ، وهي الخطوة التي يرى بعض الدبلوماسيين أنها مؤشر على أن بعض القادة الحوثيين يرغبون في إبعاد أنفسهم عن إيران.
وذكرت الصحيفة أن السعودية تشكك في نوايا الحوثيين ومدى قدرتهم على تطبيق وقف إطلاق نار، بسبب الخلافات الداخلية حول مدى اصطفافهم إلى جانب إيران.
ولفتت إلى ما قاله مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، “مارتن غريفيث”، خلال جلسة لمجلس الأمن بخصوص اليمن، حول أنه لمس في لقاءاته بالأطراف اليمنية المسؤولة “رغبة في التوصل إلى حل”، غير أنه حذّر في المقابل من “نشوب حرب واسعة في المنطقة”.
توترات أوسع
واعتبرت أن المأزق الدبلوماسي يسهم في توترات إقليمية أوسع بين واشنطن وطهران، حيث حذر القادة الأمريكيون طهران من أنها قد تتحمل مسؤولية مباشرة عن تصرفات حلفائها في المنطقة، بما في ذلك قوات الحوثيين في اليمن ومقاتلي “حزب الله” في سوريا والميليشيات الشيعية في العراق.
وقال التقرير إن الحرب في اليمن خلفت ما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأن الملايين من اليمنيين باتوا تحت خطر المجاعة، وقد قتلت الكوليرا الآلاف.
وأضاف أن أكثر من 90 ألف شخص قتلوا في اليمن منذ عام 2015، بما في ذلك أكثر من 11000 مدني.
وكانت الضربات الجوية التي شنها التحالف، الذي تقوده السعودية، مسؤولة عن ثلثي عدد القتلى المدنيين.
الخليج الجديد