وخرجنا محمديين أنصارا .
إب نيوز ١١ نوفمبر
بلقيس علي السلطان
تعجز الأحرف عن وصف السيول البشرية التي احتشدت في مختلف ساحات محافظات الجمهورية لتحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف وتختنق العبرات لعظيم المشهد ، وتعجز كل تعابير المديح لأولئك اليمانيون الذين خرجوا محمديين لا يهابون عدوانا طاغي وغاشم، وحصار جائر وظالم ؛ خرجوا ليعرّفوا العالم صدق التولي وعظيم الوفاء لمن وصفهم بأهل الإيمان والحكمة للرسول الأعظم محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الأطهار .
خرجت الحشود المليونية بكل فئاتها رجالاً ونساء ، أطفالاًً وشيوخاً ، تهتف بصوتٍ واحد لبيك يارسول الله ، جاءوا يتسابقون ليجددوا العهد والولاء بالمضي قدماً في مسيرة الحق مسيرة الرسالة المحمدية العالمية ، خرجوا ليقولون : نحن شعب الإيمان والحكمة نحن أحفاد الأنصار اللذين نصروا رسول الله وخاضوا معه بحر المعارك حتى أظهر الله الدين ولو كره المشركون ، وسيخوضون البحر ضد العدوان الغاشم متمسكين بمسيرة الرسالة المحمدية ويجعلون منها محطة تعبوية وإيمانية تعينهم على المضي قدماً في دحر الظلم وإظهار الحق ولو كره الصهاينة والمعتدين .
لقد كانت إطلالة البدر في جميع الساحات إطلالة نورانية بعثت الأمل في نفوس الشعب بأنهم يسيرون تحت لواء قيادة شامخة قولها فصل وفعلها نصر ، وتهديدها أكيد وتصويبها سديد ، خرج البدر مبشرا ونذيرا ، مبشرا بأن التمسك بالرسالة المحمدية والسير بمسيرتها هو الفلاح والنجاح وخص بخطابه فئة الشباب بأن لا ينقادون وراء الدهاليز المظلمة التي تخطط لها قوى الشر والتي تنتهي بهم إلى حفر الرذيلة والإنحلال ليصرفوهم عن هدفهم الأسمى وهو جهاد قوى الباطل والتقدم والرقي بالأمة إلى علياء المجد والشموخ ، ومنذراً لقوى الطاغوت الصهيونية بأنهم غير بعيد من مرمى الأهداف العسكرية إذا ماسولت لهم أنفسم الغوص في سيادة اليمن وحريته ، وسيكون الجهاد هو الأمر المحتوم للخلاص من بغيهم وعدوانهم ، ولقوى الطغيان المعتدية على اليمن بأن كفاكم ظلما وبغيا ، وبأن أفعالكم ستندمون عليها من سلب ونهب لمقدرات اليمنيين وثرواتهم التي كانت كفيلة بكفاية متطلباتهم ومرتباتهم على مدى سنيين كثيرة ، لينهي حديثه بأن نفسه وروحه فداء للشعب اليمني المعطاء الشامخ الأبي ، ونحن نقول : بل أنفاسنا وأرواحنا فداء لك ياسيدي و ياعلم الهدى وهنيئاً لنا بهكذا قائد وهكذا علم .
كان يوما محمديا لن يُنسى ، لعظيم المناسبة وعظيم الخروج الكبير ، فبأي عبارة أصفك ياشعبي العظيم وبأي كلمات أعبر بها عنك ، ولن أجد عبارة أبلغ من ما وصفك به نبي الرحمة المهداة بأنك أهل الإيمان والحكمة ، نعم تجلى الإيمان كله ليبرز للكفر والنفاق كله ، تجلى نفس الرحمن ليقول : بأنا شعب الإيمان والحكمة ، بأنا أحفاد الأنصار من انتصر الرسول بنا وانتصرنا به ، وسننصره مجددا وننتصر به وبأعلام الهدى من بعده بقيادة القائد العلم والبدر المنير السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي سلام الله عليه وعلى جده رسول الله وعلى آل بيته أعلام الهدى ونبراس الاقتداء وسلم تسليماً كثيرا .