من (وعي وقيم ومشروع) خطاب السيّد القائد في المولد النبوي الشريف
إب نيوز ١٢ نوفمبر
عبدالفتاح حيدرة
بكلِّ الأبعادِ الدينية والمعرفية والشعبيّة والسياسية والعسكرية، دشّن خطابُ السيد القائد بمناسبة المولد النبوي الشريف مرحلةً جديدةً من مراحل استحقاق الصمود والثبات اليمني، الانتصار اليمني المشرّف، الانتصار اليمني الذي ارتبطت تضحياتُه وبطولاتُه وصمودُه وثباتُه ارتباطاً كليًّا بوعي معتمِدٍ على الله، وقيم متمسكة بأوامر ونواهي كتاب الله، ومشروع سوي للتغيير بسُنن الله، والذي وصل اليوم لأَن يُلجم كيان العدوّ الصهيوني من اليمن والشعب اليمني وعلى لسان القائد اليمني، الذي هدّد كيانَ العدوّ الإسرائيلي بضربِ مواقعه الحسّاسة إذَا فكّر بشنِّ حربٍ على اليمن..
خطابُ السيد القائد أعلن تطوّرَ الهيبة والقوة اليمنية في تأكيده على أنَّ العداءَ اليمنيَّ لإسرائيل هو موقفٌ مبدأيٌّ وأخلاقيٌّ والتزامٌ دينيٌّ، وبلغةٍ صارمة وواثقة، معلناً إذَا تورّط العدوُّ الإسرائيلي ضدَّ الشعب اليمني فلن تتردّدَ القيادةُ والجيشُ والشعبُ اليمني عن إعلان الجهاد وقصف مواقع حسّاسة جِـدًّا للعدوِّ الصهيوني..
الحضورُ الجماهيريُّ اليمنيُّ وترتيبات الاحتفال الشعبي اليمني المشرّف والمنطلق من الولاء الإيماني عند الشعب اليمني بفضل الله العظيم، بعث رسوله العظيم محمد بن عبدالله -صلّى الله عليه وعلى آله-، وهو الأمر الذي تفاخر به السيّدُ القائد، ليصبح تقليداً يمنياً سنوياً، وليكون هذا التفاعلُ الشعبي نقطةَ انطلاق للتعبئة والاتّباع لرسالة الهدى المحمدية، لمحاربة الواقع الظلامي التي تفرضه دولُ الظلام والعدوان، وإصلاح الخلل الذي أصاب وعيَ وقيمَ ومشروعَ البشرية اليوم..
أهمُّ ما قدّمه خطاب السيد القائد هو تلخيص الدروس المستفادة من سيرة الرسول -صلى الله عليه وعلى آله-، وكيف منحت النجاح والتغيير الذي صنعه رجال مركز مدينة الرسالة المحمدية، وما صاحب ذلك من تحوّلٍ عسكريٍّ وثقافيٍّ شعبيٍّ كبيرٍ، وفي وقت قصير، غيّر الخارطةَ العالميةَ كلها، ملخّصاً سرَّ قوة الرسالة المحمدية والنجاح بتحقيق التفاف المجتمع حول الرسول ونشر الرسالة وتحقيق أهدافها بعد أن امتلكَ المجتمعُ عناصرَ القوة والتأثير من إيمانه واتّباعه لهذه الرسالة..
عناصر القوة والتأثير في تعزيز الإيمان باتّباع الرسالة المحمدية، تأتي من كونها رسالة الله ودينه الحقّ التي تحظى بتأييد الله ونصرته لها، والأمَّةُ والشعبُ والمجتمعُ الذي يلتزم بها ينصره اللهُ، وأَن دينَ الرسالة المحمدية هو دينُ الفطرة الإنسانية، وعندما تصل هذه الرسالةُ بشكلٍ صحيح للناس فإن الناسَ يتبعونها ويؤمنون بها، كما إنَّ المؤهلات الأخلاقية والمعرفية العالية التي منحها اللهُ سبحانه وتعالى للرسول -صلى الله عليه وعلى آله- في تقديم هدى الله، بالإضافة إلى أنَّ خصائصَ الرسالة ممنوحةٌ من الله وحكمته، وبالتالي فهي شاملة للإنسان في تصحيح فكره وثقافته وهي نور الله لتزكية النفس البشرية وإصلاحها وبنائها لسلوكه وحياته، وهي بذلك الطريقة الوحيدة لإنقاذ البشرية، ويأتي أهمّ أسرار الرسالة كونها محفوظة بالقرآن الكريم لتكون صالحةً لكلِّ زمان ومكان؛ لأَنَّ القرآنَ هو الحقُّ الخالصُ الذي يُكسبُ الإنسانَ الوعيَّ والمعرفةَ والحكمةَ ولا نجاةَ إلّا باتّباعه..
انطلق السيّدُ القائد بخطابه من اليمن للأُمَّـة محذّراً شعوبَ الأُمَّـة من الحرب التي تعتمدها أمريكا وإسرائيل بالتضليل والإفساد ونشر الفوضى والأزمات، والهادفة لمصادرة الحرّيات والاستقرار واستعباد الشعوب، ولمواجهة ذلك أكّـد السيّدُ القائدُ على دعوة شعوبِ الأُمَّـة بالتمسّك بالرسالة المحمديّة والتمسّك بالقرآن الكريم مع العناية بالتثقّف وفك كُـلّ الارتباطات بالمجتمع الغربي، داعياً الشبابَ إلى الحذر من تلقي التضليل الثقافي والفساد الأخلاقي في الإعلام، معلناً وجوبَ التحلي بالوعي، وعلى شعوب الأُمَّـة أخذُ الحيطة والحذر لما يحدث من تضليل يخدم أعداءَ الأمَّة، داعياً الحكوماتِ أن تتقيَ اللهَ تجاه شعوبها وأَن تُدركَ أداءَها الفاشل..
أمَّا البُعدُ السياسي للواقع الذي يرهب العدوَّ ويشرح للناس مشروعَ الحقِّ، نصح السيّدُ القائدُ دولَ العدوان بوقف العدوان والحصار على اليمن، مؤكّـداً أن اليمنَ قيادةً وشعباً وجيشاً لن يتوقفوا عن مواجهة العدوان إلّا بنيل التحرّر واستقلال القرار، مؤكّـداً أنَّ الموقفَ اليمنيَّ الثابتَ من العدوّ الإسرائيلي هو موقفٌ إنسانيٌّ وايمانيٌّ ودينيٌّ لا يمكن التخلي عنه، وأنَّ مَنْ يسعى بالحروب والحصار لإرغام اليمنيين فهو يسعى للمستحيل ونهايته هي الهزيمة والخسران، وأَنَّ مَنْ يعادي ويعتدي على اليمن يتحمّل المسؤوليةَ؛ لأَنَّ استمرارَ العدوان على اليمن يعني استمرارَ الحقِّ اليمني باستمرار تطوير قدراته العسكرية وتقدّمه الميداني..
في ختام خطاب السيّد القائد وفي لفتة القائد وبناء المشروع اليمني، دعا الجهاتِ الرسميةَ لتصحيح الوضع الإداري ومكافحة الفساد وتحقيق العدالة والأمن، وتفعيل الرؤية الوطنية، متمسّكاً بتأييد الشعب اليمني واستمراره في مسيرة الحرية والاستقلال، كاشفاً فسادَ دول العدوان ومرتزِقتهم الذي وصل لسرقة 120 مليونَ برميلٍ من النفط اليمني، وما يقارب 12 تريليوناً كانت تكفي لصرف مرتبات 12 عاماً..