رسول الله بين أُمة أستحقتهُ وأُخرى سحقتهُ .
إب نيوز ١٢ نوفمبر
وفاء الكبسي
كيف للبيان أن يبلغ عظمة شعب الإيمان والحكمة (أحفاد الأنصار)، وماذا يخط القلم وهو يقف عاجزاً عن وصف ذاكَ المشهد المُهيب الذي وقف فيهِ أنصار ومحبي رسول الله في ساحةِ السبعين، وفي ساحات المحافظات اليمنية يجسدون ولاءهم ومحبتهم لرسولِ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بهذا الخروج المشرف الذي قدموا فيهِ صورة للتاريخ يرويها ثلة مباركة من أصدق الناس بذلاً للمهج، وتضحية بالنفوس، وأحرصهم استجابة لأمره، هي صورة عجيبة ممزوجة حباً ووفاءً واقتداء ًوولاءً وعطاءً وجهاداً، وكما لا نستطيع تخيل مجرى التاريخ الإسلامي من غير الأنصار(الأوس والخزرج) ونصرتهم لرسولِ الله الذي لولاهم لظلت دعوتهِ حبيسة مكة ، كذلك اليوم لا نستطيع تخيل مجرى التاريخ المعاصر من غير أحفاد الأنصار الذي لولا نصرتهم لرسولِ الله وتجسيد قيمهِ ومبادئهِ وجهادهِ ضد الباطل لما بقي للإسلام وجود ولظل الإسلام حبيس الفكر الوهابي، لستُ أبالغ فالشواهد من حولنا تشهد، والمتأمل في جميع الدول العربية يشاهد وجود مسلمين بلا إسلام ، هويتهم ممسوخة مشوهة تائهون بين شدة وغلظة وتكفير الفكر الوهابي، وانفتاح وانحلال الغرب بل على العكس أصبحوا يحاربون الله ورسوله باسم الدين لدرجة أنهم إعتدوا علينا مع أمريكا وإسرائيل وقتلونا وهدموا البيوت على رؤوسنا وقتلوا أطفالنا بدون أدنى سبب إلا لأننا مازلنا أنصار لله ورسوله، فهل هؤلاء يستحقون أن يكونوا من أمة محمد، وهم من سحقوا رسول الله وآذوه اليوم أشد مما أذته قريش قديماً، فقد نسبوا كل قبيح ، وكذبوا عليه، وتطالوا عليه أشد مما تطاولت بني إسرائيل على أنبيائها، وجعلوا من الدين لحي طويلة وإزار مرفوع وسواك شحذوا به أسنانهم فأكلونا، وحملوا القرآن كما يحمل الحمار أسفاراً.
اليوم نقف أمام أُمتين إحداهما استحقت رسول الله فاستحقت محبتهُ، واستحقت قولهُ: “والذي نفسي بيده إنكم أحب الناس إلي مرتين”، وقولهُ: “الإيمان يمان والحكمة يمانية” ، وقولهُ: “نفس الرحمن باليمن” ، وغيرها من الأحاديث الشريفة التي دلت على علو مكانتهم في السابقين والآخرين حتى طالوا منازل الملائكة الكرام حباً ووفاءً ومرحمةً وبراً بنبيهم، وأُمة أُخرى سحقت نبيها ، وأدارت وجهها عنهُ جحوداً وكفراً .
سنظل مناصرون لنبينا الأكرم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- مهما تكالبوا علينا، وسننتصر على بني شيطان على العدوان؛ لأننا صامدون ومتبعون للنبي في جهادهِ لقوى الكفر والباطل والطغيان.
#وفاء_الكبسي