((من فضلكم احترموا ال؟؟؟؟؟؟ ))
إب نيوز ١٣ نوفمبر
بقلم/عفاف البعداني
تساؤلات مشاغبة لم أستطع إسكاتها أو تجاهلها،فهي شاغرة” وأرغمتني على الوقوف في إحدى الأرصفة تتأمل وتريد أجوبةوكأنها طفل عنيد يصعب تهدئته بأي حال تلك التساؤلات وقفت في موسوعة إسمها
“المجانين”
كان المجانين هذه المرة محط تساؤلاتي
الشاغرة فعندماكنت أمر من أمامهم استغرب أي حياة يعتنقونها ؟؟
أي أسباب قادتهم إلى هذا المصير؟؟
أي اتجاه يمشون لأجله؟؟
أو هل ياترى يفضلون طعم الخبز الطازج ،
ويميزون روائح الزهور.
و ياهل ترى لماذا
منهم من يعتريه الهدوء؟
ومنهم من كلماته لاتقف؟
ماالذي حصل لعقليتهم؟
وماهي البطاقة التي يعيشون بها؟؟
وماهي الآلية التي برمجت بها عقولهم، ومايزيد دهشتي ويطيل تساؤلي؟
بماذايختلفون عنا !!
إنهم يمارسون مانمارسه
من أكل ،وشرب ،ونوم، وحركة ،ومن أين أصلاً أتى هذا المصطلح
مجانين!!
تساؤلات تطرق أبواب العارفين، وتبصر آثار المفسرين لتعرف
ماهي الإجابة؟؟
وإلى الآن لايسعني
إلا التأمل والمشاهدة!!
إلى ذاك المجنون الذي يمشي بدون توقف، وإلى ذاك المجنون الذي يهذي بدون تعرف ،وإلى ذاك المجنون الذي استأجر بيتاً من الطبيعة بثمن أسمه الإقتناع،يقيم في بيت خالي من الجدارن تحت ظلال أشجار في ليل أونهار.
كنت أظن أن المجنون فقد كل ما يربطه بالحياة وكنت أقول لادولة لهم في عالمنا ولكن أكتشفت أنه لهم كيان خاص بهم وآلية خاصة يمشون عليها.
إنهم يعيشون وهم مثلنا ولكن بنصف هوية!!
نعم ……
هم يأكلون ،ويشربون، وينامون، ولكن فقدوا الإدارك المسؤول عن التعقل.
فاستجابتهم للمؤثرات الخارجية موجودة ونظامهم العقلي في عمل ولكن بهوية نصفية
لاتخضع إلى أي قانون .
لو تأملنا وذهبنا في رحلة تعريفية سنجد أن هناك خلايا في الدماغ
تعمل بنصف نظام وهناك خلايا تعمل بعشوائيةوعندمايستجيب الجسم للمؤثرات الخارجية
مثل:
الجوع، الخوف، الحذر ، الحركة الامتنان، الحكمة يرسلها إلى العقل ولكن يتم ترجمة
المؤثرات من قبل الخلايا شبه مرتبة التي تحمل نصف هوية مسؤولة عن الجوع
أو النوم أو المشي
أو التنفس ولكن بطريقة لا إدراكية لاواعية
فيأكل ويشرب المجنون ولكن بدون هدف أوقانون ؛لأن العقل الباطن فقد شفرته التعرفية التحكمية.
أما الخلايا الغير مرتبة تمامًا المسؤولة عن التعقل والحكمة والمشاعر لاتترجم وتفقد ردة الفعل المناسبة وقد تستخدم ردة فعل ولكن مزايدة مطفرة كالصراخ وغيرها لاترتبط بالموقف الحسي بأي صلة.
إذن :عقلية المجنون أشبه بمدينة غاب سيدها ولم يحكمها أي قانون فقط تمضي الحياة عليها وتمضي معها
بدون دراية الى أين أوكيف أومتى فقط هي تعيش.
وهناك سندرك أهمية ومدى التنظيم أوالتنسيق الخلقي في العقل فأي شائبة تخل بهذا النظام ولو كانت صغيرة تعيق الجهاز العصبي عن أداء عمله وقد ندخل في موسوعة المجانين.
وكم كنت أتمنى أن أعرف ماهي الأسباب لأن هذا مجرد وصف للأعراض.
كم كنت أتمنى أن أجد من يمتلك شفرة حديدية تخترق بها عقولهم وترشد الخلايا
إلى سير النظام الضائع وتعيد لتلك المدينة حكامها وساداتها ليحرروا مدينتهم من الضياع
واللا دراية.
ولكن حتماً أنا أثق بأن الله سيرث على هذه الارض هؤلاء الصنف من البشر ليخرجوا أولئك المجانين من سجنهم المعتقل.
ونحن إلى أن يأتي هذا الشخص أتمنى أن لانزيد فوق عتمتهم عتمة
علينا الترفق بهم ولانؤذيهم ولايحق
لنا المساس بأشيائهم المقدسة .
نعتني بهم من بعيدنحافظ عليهم ولو من برد الشتآء أو من جوع المسآء وتلوث الهواء لا نسخر أو نهزأ من كيانهم وأشياءهم الصغيرة فربما كانت عندهم تساوي الحياة بأكملها.
فالله أمرنا ….. بالرفق
بالحيوان فمابالنا في هذا الإنسان.
هذا ماتوصلت إليه
وكم كنت أتمنى أن أعرف أكثر من أناس مختصين فهناك مازالت التسأولات تتزاحم تلو الأخرى ولكني على الأقل خففت من أسالتي التي لافرار منها أو بالاخص أسكت ذلك الطفل العنيد في داخلي ، الذي يريد أن يعرف كل ماحوله.
وبما أني تحدثت عن المجانين سأطربكم قليلًا من حسن حظي عندما كنت أتامل في تصرفات المجانين كانوا مسالمين ولا يثيرهم وقوفي ومراقبتي لهم ولكن،
هناك مجنون علمني أصول الجنان
لقدكان ينظر من بعيد ويحمل في جيوبه زهوراً صخورية.
وأنا لاأعرف ظليت كماأنا وفجأة أقترب
بضع خطوات وفجأة تسارعت خطواته إلى أن وصلتني زهوره العنيفة ولن أخبركم مالذي حدث….
فقد سأقول: احترموا المجانين و من تلك اللحظة تبت ورجعت من عالمهم خوفًا وليس اقتناعًا فاللهم اللهم
لطفك بنا وبكافة الأمة