رواد الرسالة ورجال الكرامة .
رواد الرسالة ورجال الكرامة .
إب نيوز ١٧ نوفمبر
كتبت / سعاد الشامي
من يمن الذين حملوا رسالة الإيمان فيصانوها ووهبوا قبس الحكمة فأجلوها ، تنفس الربيع أريج العشق المحمدي وتفتحت أجمل زهرة في رياض المحبة ؛ وابتهجت السماء ببركة الرحمة المهداة ، وتزينت الأرض بألوان الوفاء المنسوجة من حرير الأباء ، ورفت الفرحة بأجنحتها على تجاويف القلوب المنكسرة وهي تحتفي بأسارير مولد النور المبين ، نافضة غياهب حزنها ورامية بثرات أوجاعها خلف جدران صمودها ، معلنة حبها وولائها ونصرتها لرسولها الأعظم ليظل هو مثلها الأعلى في تجسيد معالم التضحيات ، ويبقى نبراسها الدري المضيء لها كل جوانب الحياة .
فدلائل استحواذ اليمانيون على حب النبي محمد صلوات الله عليه وآله لاتخفى على أحد فهي كالنيران على رؤوس الأعلام ، فقد كانوا منذ بداية البعثة هم الآذان الصاغية والقلوب الواعية التي شهدت بالرسالة وآمنت بالنبوة واستماتت في سبيل نصرة هذا النبي الكريم الذي أرسله الله بدين الاسلام والسلام ليقوض صروح الظلم ويطمس معالم الشرك ، فخذلته قريش وناصرته قبائل اليمن تشد أزره ويشتد بها عضده في تبليغ رسالة الله .
هذا هو حب محمد الذي جري في أوردة وشرايين أهل اليمن حتى تغلغل إلى ثكنات نفوسهم وصار مرتبطا بكيانهم الذاتي وموثقا في موروثهم الديني والثقافي ، وصار كل بيت في اليمن لايكاد يخلو من اسم محمد وكل لسان لايبخل بذكر هذا النبي الأكرم والصلاة عليه في كل المجالس وشتى المناسبات.
وعندما نبحث عن أسباب العدوان على اليمن وبشاعة مايتعرص له أبناء اليمن لخمسة أعوام ، سندرك جليا بأن هذا الإجرام ماهو إلا حلقة من سلسلة الحقد والغل على هذا الرسول وكل من يناصره ويجسد محبته بتطبيقات سلوكية على واقع الأرض خاصة في مواجهة قوى الطاغوت وجبابرة الاستكبار ، وهذا ماجعل صهيانة العرب المتأسلمين يهرعون إلى تلبية نداء الشيطان الأكبر ” أمريكا” بالاعتداء السافر والاستهداف الممنهج لأنصار محمد .. وهي تطمح بأن هذا العدوان قد يكون قادر استئصال جذور المحبة المحمدية ونزعها من بين ثنايا أرواح يمانية جسدت صدق إيمانها في حبها ومناصرتها لنبيها.
ولكن هيهات لها ولهم .. خابوا وخابت آمالهم ؛ فمثل هذا العلاقة السرمدية بين خير قائد للأمة وخير أنصار له هي اليوم التي تغالب عدوانهم ، وتضعف شوكتهم وترعد مفاصلهم وتقض مضاجهم وتقلق أنفسهم وتكدر صفوهم ؛ هذه العلاقة الموثقة بنهج التضحيات هي اليوم التي تفني جبروت الأعداء وتحرق أسلحتهم وتنكل بجحافلهم وتؤصد في وجوهم أبواب الأمل بالنصر .
كيف لا.. وحب محمد صلوات ربي عليه وآله وسلم هو اليوم الذي يسارع إلى شحذ عزائم اليمنيين ويحيي فيهم روح الصمود والعطاء ، حتى نراهم اليوم أشد فرحاوأحسن حالا وأعز شأنا وأقوى سلطانا ؛ يساومون على الفناء ولايساومون في حب نبيهم ومنهج كرامتهم.