الإبادة والدمار في سياسة الحصار
الإبادة والدمار في سياسة الحصار
بلقيس علي السلطان
عندما جثم العدوان على أنفاس اليمن وغرز براثنه في أوردة البلاد ، لم يحسب في حساباته أن يقتصر عدوانه على الأسلحة المدمرة بمختلب أنواعها ؛ بل كان له خطط أخرى بديلة ، بحيث يصل عدوانه إلى كل بيت من بيوت اليمن وأن يطال ظلمه وجبروته الجميع وكان من ضمن خططه البديلة الحصار بمختلف أنواعه .
وضع تحالف العدوان خطة مزمنة لاجتياح اليمن لا تتجاوز الأيام أو الأشهر على أسوء تقدير ، ولما كان الصمود والعنفوان اليماني غالباً على ظنهم وطال أمد عدوانهم ، فكروا بوضع الخطط البديلة لإبادة هذا الشعب الأبي ، فبادروا بإغلاق مطار صنعاء وحظر الرحلات عبره ، والذي يعتبر الشريان الواصل إلى خارج الوطن ، فكانت الكارثة بموت الكثير ممن تتطلب حالاتهم السفر للعلاج في الخارج منهم الطفل والمرأة والشاب والشيخ المسن ، عدا على الأضرار الأخرى المترتبة على ذلك الحظر كنقل الأدوية الهامة والتي يؤدي تأخرها إلى موت الكثيرين أيضا كمرضى الفشل الكلوي والسرطان .
ولم يكتفوا فقط بفرض الحصار على المطار ؛ بل انتقلوا إلى مكان العبور الأخر وهو ميناء الحديدة فأصبحوا يحتجزون السفن ويمنعون وصول المشتقات النفطية والضرورية لتشغيل المستشفيات وغرف العناية وهنا تعود الحاجة إلى مرضى الفشل الكلوي وغيرهم وكأن الحصار يلاحقهم في كل نافذة أمل لعلاجهم ، هذا عدى احتجاز ناقلات الغذاء والدواء والذي يتسبب الحصار في تلفها وخاصة الأدوية التي تتطلب تخزين خاص بعيدا عن الحرارة والرطوبة فكيف سيكون حالها باحتجازها لعدة أشهر في عرض البحر ؟
ومن حصار المطارات والموانئ إلى حصار المدن كمدينة الدريهمي الذي انقضى عليها عام وهي تحت وطأة الحصار الخانق والمميت ، دون التحرك الجاد ممن يدّعون رعاية السلام وكأني بهم قد أصبحوا أداة من أدوات العدوان وهذا مالا شك فيه وما أثبتته الأحداث الجارية منذ بداية العدوان .
لقد أضحت سياسة الحصار أداة من أدوات الإبادة التي تنتهجها دول العدوان الأثمة دون الأخذ بالاعتبار القوانيين والمواثيق الدولية ، أو حتى المواثيق والسنن الإلهية التي تحرم قتل النفس المحرمة إلا بالحق ، لكن.. هيهات لمثل هؤلاء المسوخ أن يفقهوا للقوانيين الإلهية وهم قد أصبحوا ذراعا من أذرع الشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل وأحلافهم ، والذين لا يرقبون في دماء الأبرياء إلّاً ولا ذمة مادامت المصلحة تقتضي إبادتهم لعدم رضوخهم للوصاية والتبعية والقبول بسلب ثرواتهم ومقدراتهم .
ويبقى الدور المعول عليه في سواعد الشرفاء من أبناء اليمن وفي حكمة القيادة ، وفي ضرب مطاراتهم وموانئهم ليذوقوا وبال أمرهم وليعلموا أن ليس كل طير يأكل لحمه ، فلحم الصقور والنسور مر ، والأمر منه دماء الأبرياء فهي ستكون لعنة على تحالف الشر وسترميهم جميعا إلى جحيم الخزي والعار وسيكونون عبرة لمن يعتبر وماذلك على الله بعزيز .
# اتحاد_كاتبات_اليمن.