إب نيوز ١٨ نوفمبر/متابعات:
كانت الساحة مكتظة في الليلة الأخيرة في العاصمة السعودية الرياض. وبينما كان مغني الراب الجامايكي “سيان باول” يؤدي فقرته، قام الشبان والشابات برفع أجهزة “الأيفون” الخاصة بهم، وتمايلوا بصوت عالٍ مع كلمات الأغنية.
كان هناك شاب سعودي، يرتدي قميصًا أبيض اللون مع العلم الأخضر للمملكة حول رقبته يحتفل مع فتاة أوروبية رقصت دون عباية فضفاضة تغطي الجسد مثل التي ترتديها النساء تقليديًا في المملكة: “مرحبا، هذه هي المملكة العربية السعودية الجديدة!”.
على الرغم من تكثيف آل سعود لقمعهم السياسي، فإنهم يسرعون من وتيرة التحرر الاجتماعي، ويفتحون العديد من جوانب الحياة اليومية في المملكة السعودية المتشددة، مهد الإسلام وموطن الحرمين الشريفين.
قبل عامين فقط، لم تكن هناك حفلات موسيقية في البلاد، ناهيك عن التجمعات التي يمكن أن تختلط فيها النساء ويرقصن مع الرجال. ولم يكن من الممكن للنساء أن يقدن السيارة أو يعملن في المطاعم أو مكاتب الاستقبال في الفندق أو أكشاك الهجرة في المطارات. وإلى أن بدأت المملكة العربية السعودية إصدار تأشيرات سريعة عبر الإنترنت الشهر الماضي، لم يكن هناك أي سائح غربي أيضًا.
وقالت “هدى عبدالرحمن الحليسي” وهي عضو في المجلس المعين في المملكة العربية السعودية: “إنه لأمر مدهش أن نشهد كل هذا. لم أكن أعتقد مطلقًا أننا ستصل إلى هذا الحد بهذه السرعة”.
جانب مظلم
ورغم ذلك، لدى المملكة العربية السعودية الجديدة جانب مظلم بالطبع. وركز مقتل الصحفي “جمال خاشقجي” في القنصلية السعودية في اسطنبول العام الماضي -بناءً على أوامر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفقًا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية- ركز انتباه العالم على حملة الأمير لاستئصال المعارضة، وشوه صورته كمصلح محلي.
ومنذ ذلك الحين، انسحب بعض الفنانين الأجانب، مثل “نيكي ميناج”، من الحفلات الموسيقية في المملكة، مشيرين إلى سجلها المقلق في مجال حقوق الإنسان. وقد فزع بعض المستثمرين الغربيين المحتملين أيضًا.
وفي حين أن الأمير “محمد بن سلمان” اتخذ القرار التاريخي بالسماح للسيدات السعوديات بقيادة السيارات في العام الماضي، فقد سجنت حكومته أيضًا ناشطات في مجال حقوق المرأة ممن قن بحملات من أجل هذا الإجراء بالذات. وقال “مايكل بيج”، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، في تقرير عن الانتهاكات التي ارتكبتها المملكة العربية السعودية في وقت سابق من هذا الشهر: “إن البلد الذي يعمل على إصلاح حقيقي لن يخضع نشطاءه الرئيسيين للمضايقة والاحتجاز وسوء المعاملة”.
وجهت وزارة العدل الأمريكية مؤخراً تهمًا ضد 3 أفراد لاستخدامهم بشكل غير قانوني بيانات موقع تويتر للتجسس على منتقدي ولي العهد السعودي. وقد تم الزج بالعديد من هؤلاء النقاد، بمن فيهم علماء دينيين كانوا مؤثرين في الماضي وراء القضبان، وينتظر بعضهم تنفيذ حكم الإعدام. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل رد الفعل المحافظ على الت%