أسود الأرض وملوك البحار .
إب نيوز ٢٠ نوفمبر
بلقيس علي السلطان
لقد كانت اليمن على مر العصور مطمعاً يسيل لها لُعاب الغزاة والمستعمرين ، نظرا لما تتمتع به من موقع استراتيجي هام ، لبحارها التي تمثل الشرايين الواصلة بين الجزيرة العربية وماجاورها وبين أفريقيا ودول العالم ، وخاصة عبر بوابتها الذهبية والهامة المتمثلة بباب المندب ، لذلك سعى الطامعين في امتلاك هذا الموقع الاستراتيجي والسيطرة عليه مهما كلفهم الأمر .
اليوم وبعد خمس سنوات من العدوان على اليمن وبعد سيطرة قوى الشر على مضيق باب المندب ومعظم موانئ اليمن تحت مسميات ظاهرها شرعية مزيفة وباطنها سيطرة واحتلال ، بات الطامعين اليوم يعيشون أحلام السيطرة المطلقة على جميع بحار اليمن بما فيها ميناء الحديدة _ الناجي الوحيد من احتلالهم_ وكبرت بهم الظنون حتى اصبحوا يطلقون العنان للسفن في الابحار دون الأخذ بالاعتبار أن هناك أحرار يمتلكون السيادة على هذه المياة الإقليمية !
ماحدث من احتجاز لثلاث سفن من بينها سفينة سعودية _رابغ3 _ بالقرب من جزيرة عقبان وجرها كالخرفان الضالة ، أمر اعتيادي ومشروع وتصرف سليم لاغبار عليه ؛ لكون هذه السفن تناست المواثيق والأعراف الدولية في طلب الإذن من أصحاب السيادة على هذه البحار ، ولا يغرهم مارأوه من تواطئ بعض المرتزقة مع قوى الشر المستبدة ، فذلك التواطئ لا يسلب الأحرار حقوقهم في بحارهم وموانئهم مهما جارت عليهم الأيام ، فهم أهل في تلقين الدروس بين الفينة والأخرى لقوى العدوان ومرتزقتهم بأن يفيقوا من غفلتهم وغرورهم.
لقد كشفت عملية احتجاز السفن الكثير من التساؤلات والعبر ، فإذا كانت السفن تم احتجازها في مساء الأحد وتم الإعلان عن احتجازها بعد مضي قرابة يوم كامل فأين كانت قوى الرصد والتجسس التابعة للعدوان والتي لم تفق من خفلتها سوى بعد الإعلان عن احتجاز السفن من قبل ناطق الجيش اليمني ؟
وإذا كانت مسألة احتجاز السفن مؤلمة لكم فلماذا تحتجزون السفن المحملة بدواء وأقوات الملايين ممن ينتظرون وصولها وهم بأمس الحاجة لما تحمله ؟
وتبقى العبرة التي لا بد من سردها ، فبينما الأحرار يعلمون العالم دروساً بأن المياة الإقليمية اليمنية خط أحمر لا يتجاوزه إلا من أخذ الإذن من أصحاب السيادة ، كان يجري في عدن مشهد مخزي لوصول مرتزقة العدوان وفي استقبالهم جنود سعوديين أوصلوا إليهم رسالة مفادها نحن أصحاب السيادة ياعبيد ! ضعف الطالب والمطلوب ، فمارعوا الوطن حق رعايته فحق عليهم الخزي والعار وحق على الأحرار العزة والكرامة فسلام الله عليهم ماتعاقب الليل والنهار فهم بحق أسود الأرض وملوك البحار .