تصعيد سعودي.. رغبة في إستمرار الحرب أم تحسين شروط؟
بعد اسابيع على المداهنة، تعود السعودية للتصعيد في اليمن من جديد، وكأن التطورات الاخيرة في المنطقة قد منحتها بارقة أمل بتحقيق انجاز ما، بعد 5 سنوات من الفشل، فهل تغامر الرياض مجددا عسكريا ام تكتفي بالمناورة سياسيا؟
حتى الآن يبدو التصعيد السعودي سياسي بامتياز.
في الرياض عقد مجلس الوزراء السعودي جلسة خاصة لإدانة ضبط خفر السواحل اليمنية 3 سفن سعودية وكورية داخل المياه الاقليمية للبلاد وهو اجراء روتيني لأي دولة، تبدو السعودية متورطة فيه اكثر من غيرها.
كان بارزا في بيان المجلس اسهاب السعودية بالحديث عن جهودها في تأمين سلامة الممرات البحرية وحرية الملاحة في المضائق والممرات، وكشفها عن تحضيرات لإطلاق ملتقي سعودي للسفن الدورية في البحر الأحمر بين 24 – 26 من الشهر الجاري، إذ يتضح من خلال شعار الملتقي ان السعودية تريد قيادة ما تسميه سفن الحماية الدولية في البحر الاحمر ومضيق باب المندب وهذا موازي لما اطلقت عليه الولايات المتحدة في وقت سابق بـ”التحالف الدولي” لحماية الممرات في مضيق هرمز.
بالتزامن مع هذا الاجتماع التقى هادي بالمبعوث الأممي ، مارتن غريفيث، وكانت حدة التصعيد في الحديدة جلية في حديث هادي الذي اشترط تسليم المدينة والميناء.
هذا التصعيد الذي يجهض اتفاق السويد ويعيد المفاوضات إلى نقطة الصفر، يوازي التطورات الميدانية، حيث تشهد المدينة هجمات من قبل الفصائل التي يقودها طارق صالح، وجميعها مؤشرات تؤكد بان السعودية تسعى بكل السبل للسيطرة على الساحل الغربي لليمن من باب المندب حتى ميدي المحاذية لجيزان وتلك تعود لأسباب تتعلق بخط الحرير الجديد ذاك الذي تشقه الصين حول العالم ليكون الممر التجاري الوحيد ويخصص مساحة كبيرة للموانئ اليمنية في الغرب والجنوب مقارنة بسواحل الدول المجاورة كالسعودية والامارات.
لا مؤشر على تصعيد عسكري سعودي محتمل بدليل تذويبها فصائلها في الجنوب والتخلي عن معظمها ، وحتى التحركات على الحدود ومحاولات الزحف الفاشلة محاولة فقط لتحسين شروط المفاوضات تلك التي تتناقل وسائل اعلام دولية تسريبات يومية عن تطوراتها التي بدأت بإعلان صنعاء مبادرة لوقف الحرب لتتطور مؤخرا إلى مفاوضات مباشرة في مسقط كما تفيد الانباء.
كانت السعودية متفاعلة بإيجابية مع المبادرات خصوصا بعد الهجوم على منشات ارامكو الذي كسر ظهرها ، لكنها الان كما يقول المعارض السعودي حمزة الحسن، تحاول التباطؤ أو المراوغة، منتظرة التطورات المتسارعة في المنطقة خصوصا تلك التي تشهدها لبنان والعراق وايران او ما يعرف بمحور المقاومة الذي تشكل صنعاء جزء منه، عل هذه تمنحها نفس لفرض شروطها ولو جزء منها خصوصا تلك المتعلقة بالهيمنة على الساحل الغربي او تضيق الخناق على موانئه بنشاطها مشبوهة في المياه الدولية بحجة حماية الملاحة، اضافة إلى التهام اراضي جديدة على الحدود، لكن حتى الان تبدو صنعاء صامدة وهي التي قال مسئوليها انهم لا علاقة لهم بالصراعات الاقليمية.
المصدر: الخبر اليمني