أطفالنا بلا طفولة .
إب نيوز ٢١ نوفمبر
بقلم / وفاء الكبسي
طفولة اليمن أصبحت عنواناً لكُلِ مظلومية في هذا العالم؛ لأنها أختزنت بين أكُفها حروف الأوجاع وأبجدية الآلام !
فبينما يحتفلُ هذا العالم المنافق باليومِ العالمي للطفولة فإن أطفال اليمن الجريح تغفو أعينهم في الترابِ الذي احتضن ضلوعهم الصغيرة الممزقة أشلاء بحنانٍ لم يجدوه في عالمٍ يَدّعي الإنسانية !!
ماذا جَنو أطفالنا ليُقتلوا هكذا ؟!
وكأن أطفالنا ليسوا كبقية أطفال العالم، فقد حُرموا من حقهم في الحياة !!
على مدى أكثر من خمس من العدوان الوحشي الجائر والحصار الخانق، مازالت طفولة اليمن تحت نيرانِ عدوٍ لا يعرف عن الدين والأخلاق والإنسانيةِ شيئاً، وعلى مرأى ومسمع عالمٍ لا يقلُّ عنهُ دموية وإجراماً ووحشية، فالأول يقتلُ بطائراتهِ وصواريخهِ، والآخر يقتلُ بصمتهِ وسكوتهِ!
نعم هذه هي الحقيقة، وهذا هو المشهد المؤلم على طفولة الإنسانية ونحن نلاحظ بين الحين والآخر أنهم لم يستثنوا بصواريخهم المعتدية أحد
أطفالنا يموتون في كُلِ يومٍ بل في كُلِ لحظة أما بسبب صواريخ هذا العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي، وإما بسبب الجوع الدامي وسوء التغذية ، أطفالنا يعانون المُرّ والعلقم، ويقتلعون من جذور الطفولة عنوة، ويلقون في أسِرةِ الموتِ في مشاهدٍ تُدمى لها القلوب ألماً وحسرة وتدفع براءتهم وطفولتهم ثمناً قاسياً لقوى الشر والظلم والطغيان..
أي عقل يمكنه تصور حجم المعاناة والألم الذي نعيشهُ إنهُ الوجع المرتل في محراب الإنسانية، والسواد القائم في مآتم الضمائر حتى تأتي لحظة القصاص ولو بعد حين ممن شربوا دمائهم، والتهموا لحومهم، وتلذذوا بسماع آهاتهم، وبكاء أهاليهم !
كُل تلك المعاناة والصور الدامية لطفولتنا الموؤدة المتناثرة تحت حطام الحياة وفتافيت الخبز المعجونة بدمائهم وخصلات الشعر المجدولة لم تحرك ساكناً في هذا العالم المنافق الذي مات كل ما فيهِ، لقد صبوا جام حقدهم علينا، ولكن يبقى عزاؤنا أن لنا رجال هبوا كالإعصار لينتقموا لنا، ويدافعوا عنا، ويمرغوا أنف هذا العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي وينتزعوا أرواحهم انتزاعاً، ويعلنوا بأن النصر لن يكون إلّا لنا ولدماء أطفالنا، فنحن واثقون من ذلك سواء طال الزمن أم قصر، أليس الصبح بقريب.