طفولة اندثرت بين الركام .

إب نيوز ٢١ نوفمبر
*بقلم /عفاف محمد

رباه ما أفجع الموت في دجية الليل إن توحش
يزحف لينهش ويشوي الأكباد .

لعمري كم هم آثمون وكم هو الحزن يفنينا.. ويدمي مآقينا

ما أبشع الطفولة إلا تكون حين تُجتث من الصدر الحنون..
كيف بها البراءة تُستباح وتصير سور بداخله سجون.

فكم أرّقتنا ..وكم أرهقتنا ..
تلك الطفولة المذبوحة على أعتاب المدائن..طفولة اندثرت حتى على صروح المآذن..
أشعلت النيران أجسادهم الصغيرة وغدت مداخن..

طفولة بات لونها أسود قاتم ..
طفولة ضجت بالهلع و بالمآتم ..

سلوني عن إشراق، وهيلة ،سلوني عن إبراهيم ،و يوسف، وبثينة ، سأحكي لكم عن تلك المآسي ..
عن وجه الطفلولة الحزين الباكي..
عن أجزاء تناثرت وكأنها الزهر باغتة ريح صرصر عاتية ..

الطفولة هنا ترقب أي حتف هو صارعها ..
إنه الموت يتراءى من جفن طفل يدمع ..دون رحمة أو قلوب رهيفة للطفولة تشفع ..

صورة وجع  فوق حطام الدار أو تحته ، الأمر سيان .. هو موت بأي شكل كان!
كم هم الأطفال أكثر عرضة منا لوحشية تحالف العدوان ..من يقتلون ويقتلون في كل وقت و أوآن..
سلوا تلك المشافي عن براءة انتحبت بين الحطام ..صور ارتسمت أضرحة و أشلاء تلضت بين الركام..
سلوا ما أبشع انتشال فلذة الأكباد من بين الأحضان وما افظع أن الطفولة بين البشر لاتصان ..

مروعة تلك الصور ..صواريخهم اللعينة لاتبقي ولاتذر ..
هنا جثة طفل هامدة وأكوام مجندلة من البشر ..

في حافلة الموت لقى أطفال ضحيان حتفهم .. لأنهم يمنيون الحنايا فلاترأف بهم..!

سلوا عن طفل الميزان ..كبائعة الكبريت خطفت روحه فصار شيء كان..
طفل خرج بحثاً عن الزاد .. فطال غيابه رحل وما عاد ..!!
تسجى كورقة الخريف حين تهوي مصفرة ..حقاً هنا في اليمن الطفولة مكفهرة..

حتماً سترون في طفولة اليمن كل شيء مهول مهول .

طفولة اليمن بلا حدائق..بلا زهور ..ولا ملاهي..أو مدارس .. بلا غذاء أو دواء.. وجراحهم تنزف بلا إنتهاء .
طفولة هي بالشؤوم محفوفة ..طفولة ألوانها مخطوفة.
ألعابهم حقائبهم . كتبهم محروقة ..كاحتراق احلامهم الصغيرة ..التي ماتت في مهدها ..

أقصى أماني طفل اليمن أن يعيش بسلام .
لا تغريه رياض الأطفال المخضرة بربيع الأحلام
أو عالم الحيوانات أو دنيا الألعاب والعرائس ..
فقط الأمان والسلام منتهى ما للطفولة في اليمن من أحلام .

صرخات مفجعة.. ونظرات هالعة
الموت يزحف من كل إتجاه.
كله موت بأتفاق.. موت جلبه المتحالفون معهم وكانت له الطفولة عنوان.
إنه موت الطفولة الذي هم عليه غير أسفون ..
والعالم كله من حولنا صامتون.

فسحقاً لها منظماتهم وإنسانيتهم ويوم الطفل العالمي وكل شيء به يهرفون .

You might also like