الحديدة بين ضنك الحصار وحمى الضنك .
إب نيوز ٢٣ نوفمبر
بلقيس علي السلطان
من يظن أن العدوان على اليمن له بعد سياسي فقط فهو وأهم ، لأن الأيام والأحداث كشفت الكثير من الأهداف للعدوان على اليمن منها أهداف رباعية الأبعاد، منها البعد الاقتصادي عبر تدمير الاقتصاد بنهب الثروات ونقل البنك وضخ العملة الجديدة للسوق ، والبعد التاريخي عبر تدمير التراث بقصف المعالم التاريخية والأثرية ، والبعد الأخلاقي عبر الحرب الناعمة ، حتى وصلوا إلى البعد الإنساني بتدمير الإنسان نفسه بالقصف المتعمد على المدنيين وحصارهم وتجويعهم ، والأنكى من كل ذلك الحرب البايلوجية الواضحة معالمها من خلال الجائحات الوبائية التي تكتسح البلاد بين الفينة والأخرى ، فمن وباء الكوليرا إلى حمى الضنك وفيروسات مختلفة تنتشر لتقضي على من عصمته نيران صواريخهم من الموت !
لقد أصبحت اليمن حقل كبيراً لتجارب قوى الشر وأصبحت ميداناً فسيحاً لمناوراتٍ ذات أهداف حقيقية وضحايا حقيقيون ، وسط تصفيق ومباركات من دول العالم الغافل ، ومايجري في الحديدة من انتهاك سافر وقتل متعمد للمواطنيين ، لهو جريمة حرب كبرى وذات أساليب متنوعة ، فمن تجويع وحصار كما يحدث في الدريهمي إلى نشر الأمراض كحمى الضنك في الجراحي وغيرها، إلى خرق واضح لاتفاقية السويد والتفرج على القصف المتعمد من قبل المرتزقة لقرى المواطنيين ومنازلهم في مدينة الحديدة ، وكل ذلك عقاب لهم جراء صمودهم ورفضهم الوصاية والخنوع !
ماترتكبه قوى الطغيان ومرتزقتهم من جرائم لإبادة أهالي الحديدة ، أمر لا ينبغي السكوت عليه وضرورة الوقوف الجاد لإخراج المحافظة من كل هذه الأزمات سواء بالوقوف مع وزارة الصحة لاحتواء الأمراض والأوبئة والسيطرة عليها ، أو بالدعم الجاد لجبهة الساحل بالمال والرجال ، وكذلك لا ننسى الدعم الإعلامي بفضح جرائم العدوان المختلفة وإيصالها للعالم عساه يفوق من سباته وتصحو إنسانيته المفقودة ، وتعويلنا دائما وأبداً هو على الله ناصر المظلمومين والمستضعفين ولا بد من نصر يهز عروش الظالمين والعاقبة للمتقين .
.