حلمت يوماً أن أكون طيار ..

 

إب نيوز ٢٤ نوفمبر
بقلم / عفاف محمد

كم كان صوتها يطربني ..
كان بذلك يزداد نبض قلبي ..
وارنو ساعتها بطرف عيني للسماء ..وروحي تسابقني لتصافح عياني هيبتها وهي مجنحة وسط السماء الزرقاء..
حلمت كثيرا ان اقودها ..
والسحاب الابيض يجاورني ..
والغيمات تحرسني ..
كم هفت نفسي لأن البس تلك الخوذة ..واناملى تسبح في مفاتيحها ..
كأنها تداعب قيثارة ..وتبدع بأعذب الألحان.

كان حلم يراودني ..ان اكون في يوماً ما طيار ..
كي اجوب العالم ..واطالع العالم وانا فوق الغيمات وبين السحاب
واطير واطير واطير ..

وفي يوماً ما صحيت على اصوات مفجعة وعلى دمار ..!
تلفت يمنة ويسرة متسائلاً
من أحدث هذا الدمار ؟!

صعقني الجواب ..
طائرة …!!!
ليتني ماعرفت…
تحطمت كل أمنياتي وذبلت كل زهوري ..
كنت اخالها طائر السلام
وفرحة الأحلام ..
كنت اخالها النور الذي يبدد الظلام ..
والسعد الذي انال به الآمال.

اليوم اصبح صوتها ضجيج يزعجني ويرعبني ..
اصبح مجرد ذكر اسمها يصدمني
صرت اراها في مناني وحش قاتل ..
اليوم هي من سرقت من وطني كل شيء جميل ..
اصبح صوتها مرعب وإقبالها ينبئ بالكوارث ..
مات حلمي ..يوم قذفت ما تخبو به الأنفس البريئة ..

لم تعد الطائره تنثر الورود وترش العطور الفواحة كما خلتها..
بل غدت تنشر الموت وتخطف الأرواح ..وتسلبنا الهجوع ..
كم اصبحت امقتها ..

كان لنا مطار فيه طائرات مسالمات ..اليوم تباغتنا طائرات مقاتلات !!

فكم كنت اهواك ياطائرة
كم كنت اهواك ..
ماعاد لكِ مكان في قلوبنا وانتي تجتثين كل جميل في وطني ..

كرهت حلمي في ان اكون يوماً ما طيار !
اصبحت احلم ان اكون طبيب يداوي جرحى الطائرات ..
من تقذف الموت دون رحمة ..
فما ابشعها تلك الطائرات .
حلمي بها حتما قد مات .

You might also like