عطوان: “حوار المنامة” يعكس التنافس العسكري الغربي للعودة بقوة الى الخليج.. هل الإعلان الأمريكي الوشيك بتورط ايران في هجوم “ابقيق” سيمهد للرد الانتقامي؟
إب نيوز ٢٤ نوفمبر
عبدالباري عطوان: “حوار المنامة” يعكس التنافس العسكري الغربي للعودة بقوة الى الخليج.. هل الإعلان الأمريكي الوشيك بتورط ايران في هجوم “ابقيق” سيمهد للرد الانتقامي؟ ولماذا نعتقد بأن الانسحاب من الاتفاق النووي كان “ذريعة” لعودة الاستعمار للجزيرة العربية؟
في الزمن الماضي السحيق كانت المنتديات العربية، السياسية والعسكرية، وكل معاهد الأبحاث والعصف الفكري، تتركز مناقشاتها حول كيفية مواجهة الهيمنة الغربية في المنطقة، والتصدي للنفوذ الإسرائيلي، ومنع اختراقه للمنطقة، الآن ورغم تناسل هذه المعاهد والمنتديات وتناسخها بات الهدف مختلفا، بل ونقيضا، أي فتح أبواب المنطقة واراضيها وقواعدها وبحارها وخلجانها من اجل استجلاب اكبر قدر ممكن من القوات والاساطيل والمعدات العسكرية الامريكية والأوروبية.
منتدى “حوار المنامة” الذي عقد دورته السنوية يومي الجمعة والسبت، ازدحم بالقيادات العسكرية والسياسية الأوروبية والأمريكية، التي تتنافس دولها على الهيمنة على منطقة الخليج، وتحت ذريعة حماية الملاحة البحرية فيه، وناقلات النفط على وجه الخصوص، ومنع ايران، التي جرى تحميلها مسؤولية الاخطار في المنطقة، من تكرار هجماتها على منشآت نفطية على غرار هجوم ابقيق وخريس الأخير في العمق السعودي.
***
كان التنافس واضحا في جلسات هذا المنتدى الذي تضاءلت فيه المشاركة العربية ونظيرتها الإسلامية، بين قوتين: الأوروبية والأمريكية، فوزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي اكدت انه “حان الوقت لإيجاد رادع جديد”، وأضافت ان فرنسا “تقود تحركا” لتشكيل قوة بحرية بقيادة أوروبية بعيدا عن حملة الضغوط التي تقودها أمريكا ضد ايران، وسيكون مقرها ابوظبي، او في القاعدة الفرنسية فيها، اما الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية الامريكية في الخليج والشرق والاوسط، فأكد ان ايران هي المسؤولة عن هجوم ابقيق وانها قد تشن هجمات جديدة على غرارها، وكشف عن وجود 14 الف جندي في القواعد العسكرية الامريكية في العيديد (قطر)، والأمير سلطان (السعودية) والدوحة (الكويت) يمكن ان تردع ايران.
كان لافتا، وحسب ما نقلته وكالات الانباء العالمية، ومراسلي الصحف الغربية، انه لم تتم الإشارة مطلقا الى أسباب حالة التوتر المتصاعدة حاليا في الخليج والشرق والاوسط، وهي الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، وفرض عقوبات شرسة على طهران وتجويع 70 مليون من شعبها، و”فرمانات” الرئيس دونالد ترامب التي ايدت ضم القدس وهضبة الجولان وشرعت الاستيطان الإسرائيلي في الاراضي المحتلة.
لا نعرف ما اذا كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي قد شاركت بشكل مباشر او غير مباشر في منتدى المنامة، ولكن ما نحن متأكدون منه، وبعد مؤتمر صفقة القرن، ان العاصمة البحرينية باتت محجا للمسؤولين الإسرائيليين، وتأييد التطبيع وتعميقه، وهذا لا يعني عدم ذكر دول أخرى تسير في النهج نفسه مثل قطر والامارات وسلطنة عُمان.
***