المنظمات هبر أموال المانحين وغزو مجتمعات المستهدفين .
إب نيوز ٢٤ نوفمبر
منير اسماعيل الشامي
من المعلوم أن المنظمات التي توصف بمسمى المنظمات الإنسانية، والحقوقية، هي عبارة عن منظمات تابعة لمنظمات الامم المتحدة مباشرة كمنظمة اليونيسيف، ومنظمة اليونسكو، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصليب الأحمر …. وغيرها وبعضا منها لا تتبع اي منظمة من منظمات الامم المتحدة، بصورة مباشرة لكنها تحصل على تمويل انشطتها من البرامج التابعة للأمم المتحدة والتي يزيد عددها عن سبعة عشر برنامج تتولى جمع الدعم من الدول المانحة ثم تقوم بتوزيعه على تلك المنظمات .
من المفترض أن هذه المنظمات الانسانية وفقا لتسميتها وطبقا لنصوص لوائحها الداخلية المكتضة بالاهداف الانسانية البحته أن تكون طوق النجاة لأي شعب من شعوب العالم يتعرض لكارثة انسانية بسبب جائحة طبيعية او بسبب الحروب، من خلال سرعة مبادرتها في الاستجابة الإنسانية الطارئة لتخفيف حدة المعاناة لذلك الشعب بتوفير كل احتياجاته الانسانية من الغذاء والدواء ومستلزمات الايواء والتي تضمن تأمين حياة ابنائه من الموت المحقق بسبب الكارثة التي حلت به .
لكن للأسف فما تقوم به تلك المنظمات على ارض الواقع بعيد جدا عن قوانين إنشائها ولوائحها الداخلية، بل إن التجارب العملية اثبتت أن هذه المنظمات ليس لها من اهدافها إلانسانية إلا الاسم اما اهدافها الحقيقية فبعيدة جدا عن الانسانية تماما، كما اثبتت ايضا أن هذه المنظمات هي منظمات لإبتزاز الإنسانية، ومؤسسات تستثمر انسانية الشعوب اعلاميا لتنهب مليارات الدولارات المقدمة من الدول المانحة والمقدمة منها لتخفيف معاناة الشعوب المنكوبة، مقابل تسجيل موقف اعلامي فقط ولا تقدم لتلك الشعوب من تلك المبالغ ما يوجب ذكره.
في اليمن اتضحت حقيقة هذه المنظمات خلال سنوات العدوان اكثر من اي مكان في العالم، وتبين أن اهدافها الحقيقية في المجتمع اليمني الذي يعيش اكبر كارثة انسانية على وجه العالم هي :-
١- استغلال كارثة الشعب اليمني لممارسة اكبر عمليات فساد بالعالم من خلال استيلاء موظفيها على ما يزيد عن ٧٠٪ من نسبة الدعم المالي تحت مسمى نفقات تشغيلية (مرتبات، بدلات، اعلانات، مصاريف نقل، مطبوعات …إلخ)
وما تبقى تقدمه بشكل مساعدات عينية (غذائية او دوائية او إيوائية ) وتكون في اغلب الاحيان منتهية الصلاحية او سلع رديئة .
عضو المجلس السياسي الأعلى الأستاذ محمد علي الحوثي كشف عن بعض عمليات فساد نوعية قامت بها بعض المنظمات في اليمن على سبيل المثال وليس الحصر
الأول مشروع بسكويت تغذية للأطفال تم تحديد اجور نقل داخلية بمبلغ ١٢ مليون دولار وربما كمية البسكويت لا يمكن ان تتجاوز تكلفة نقلها الداخلية وتوزيعهاعن (١٠الف ) دولار كحد أقصى .
المشروع الثاني هو مشروع قدم لشراء عكاز بمبلغ ١٢ مليون يوروا وقد بلغ قيمة العكاز الواحد (١٠٠) ألف دولار
كما اشار الاستاذ محمد علي الحوثي إلى مشروعين لمنظمات تم الاعتراض عليها بسبب مبالغها الخيالية وهما عبارة عن مشروعين لرسالتين عبر الهاتف بمبلغ (٦٠٠) الف دولار مخصصة لمحافظة واحدة ولمرة واحدة فقط مضمون الرسالة الأولى ( اغسلوا ايديكم بعد الأكل) والرسالة الثانية (اغسلوا اولادكم عند تبديل الحفاظات)
٢- استهداف هوية الشعب اليمني من خلال برامج توجه نحو المجتمع اليمني وتستهدف بصورة رئيسية هوية المرأة اليمنية بقيمها ومبادئها، واصالتها بأساليب حرب ناعمة خطيرة ومؤثرة تمارسها بصورة برامج تشمل محاضرات وجلسات تثقيفية، واستبيانات تقوم بها فرق ميدانية تصل إلى كل بيت ومن امثلتها (العنف الاسري ، تنظيم الاسرة والتوعية بوسائل منع الحمل ، حقوق المرأة وحريتها، والاتصال بالخط الساخن …وغير ذلك
وتصرف في هذه البرامج مئات الملايين في سبيل اخراج المرأة اليمنية من عفتها وحياءها
٣- القيام بعمليات استخباراتية لصالح تحالف العدوان من خلال تنفيذ مسوحات ميدانية يتم فيها جمع معلومات واحصائيات وتنفيذ دراسات دقيقة عن المجتمعات السكانية والمؤسسات الحكومية والعسكرية المتواجدة فيها بكل محافظة، ومديرية ، وحالة المجتمع واتجاهه الفكري والسياسي والمذهبي ، ومشاكله والكثافة السكانية، …إلخ
وقصف العدوان لسجون اسرى مرتزقته مرات عديدة والتي كان آخرها مباني كلية المجتمع بذمار قبل شهور قليلة اكبر دليل على ما نقول .
ولا يستبعد أن من يقوم بهذه المسوحات والدراسات رجال مخابرات تابعين للاعداء خاصة والمنظمات تقوم بإدخال الكثير من الافراد باعتبارهم موظفين تابعين لها وبطرق غير رسمية وتحت مسمى ناشطين حقوقيين، وقد تم اكتشاف حالات عديدة منهم
٤- في الوقت الذي مضى على الشعب اليمني خمسة اعوام وهو يعيش اخطر كارثة انسانية في العالم جراء القصف المتواصل والحصار المحكم والحظر المفروض على مطار صنعاء وميناء الحديدة واحتجاز سفن المشتقات النفطية والغذاء والدواء والريهمي المحاصرة للعام الثاني ….إلخ فلم نسمع لأي منظمة اي صوت او مناشدة لوقف القصف او التنديد بقتل الاطفال والنساء، او المطالبة بفك الحصار، او رفع الحظر عن مطار صنعاء او موانئ الحديدة، او الاحتجاج على حصار المدنيين في الدريهمي او ادخال المساعدات اليهم، وهذه الامور هي من اهم وظائف المنظمات واختصاصاتها الرئيسية ، و عدم قيام المنظمات بواجبها الحقيقي يؤكد أنها لم تأتي الى اليمن كمنظمات انسانية ، بل اتت كمنظمات عدوانية تنفذ اجندات معينة لتحالف العدوان
الجدير بالذكر أن المبالغ التي استولت عليها المنظمات العاملة باليمن خلال سنوات العدوان لو خصص ٥٠٪ لتخفيف معاناة الشعب اليمني لكان اليوم يعيش كأرفه شعب في العالم ولا يواجه اي مشكلة ، لكن الحال في ارض الواقع يشهد أن لا أثر لعمل المنظمات فلم تحقق اي تقدم في تخفيف معاناة اليمنيين بل إن خطر الكارثة التي يعيشها تزيد يوما عن يوم