عظـيـمــات كـعـظـمـة أبــنــاءهــن .
إب نيوز ٣٠ نوفمبر
كتبت /خولة إسماعيل
اشتهر اليمن واليمنيين منذ قديم الزمان بالكرم ، والسخاء، والجود ، والعطاء فصارت صفة حميدة ترافقهم وتتلى على مسامعهم عند كل من عرفهم ليتعلم منهم الجميع الدروس، وليصبحوا مثالاً للعالم
لم يقتصر بذلهم على المال فقد جادوا بالأرواح والدم في سبيل العزة والكرامة وذادوا عن الأرض والعرض
ولكم أن تتخيلوا معي موقف أم موسى عليه السلام عندما جاء الأمر الإلهي بقذف أبنها في البحر وأصبحت فارغة الفؤاد يزداد نبض قلبها وقلقها مع كل دقيقة لفراقه ، وهو لايزال رضيع مولود لم تتحمل الأم حينها فراق ولدها في غرفة آمنة فما بالكم برمية في البحر ويلتقطه عدوه فربط الله على قلبها لتتماسك وتصبح أكثر قوة وثبات
وتتجلى آيات الله الكبرى لتكون “آسية بنت مزاحم” السند لموسى عليه السلام في قصر ذلك الطاغية برعاية إلهية عظيمة
ولن ننسى ذلك الدور البطولي لأخته ولحاقها به لتقصه وتدلهم على أهل بيت يكفلونه
إنها الرعاية الإلهية للمتمسكين بحبل الله الواثقين به لينشأ موسى ويترعرع في محيط مليئ بالظلم والطغيان ويحيط به التمكين الإلهي
قد يظن البعض عند قراءته لتلك القصة العظيمة في القرآن الكريم أنها مجرد قصة حدثت لنبي من أنبياء الله وانتهى الزمن ولاحضور لها في واقعنا
القرآن الكريم خلد مثل تلك القصص لأخذ الدروس والعبر وعناية الله ترافق أوليائه في كل زمان ومكان
فقد كان للمرأة اليمنية دور كبير لأخذ المفاهيم من تلك القصة لتجسدها في أرض الواقع “أم” و”أخت ” لترافقهما الرعاية الإلهية ويربط علئ قلوبهما وتحيط بهما رعايته من كل جانب
فقد جادت الأم اليمنية بفلذة أكبادها وأنتزعت خوفها وقلقها من وسط أحشائها لتتظاهر بالقووة وهي صاحبة ذلك الفؤاد الحنون الذي لايتحمل الفراق ويؤلمها الغياب ولكن عندما يستدعي الأمر يصبح ذلك القلب جبال من الصبر ليحمل فراق الأولاد مابين شهيد،وجريح،ومفقود،وأسير
إنها العظمة بذاتها عندما تشاركهم عظمة الشهيد،وصبر الجريح ،وثبات الأسير ،وتلملم شتات الفقيد فسلام الله على تلك الأحشاء العظيمة التي حملت تلك الرجال العظيمة