المظاهرات المقنعة .
إب نيوز ١ ديسمبر
بلقيس علي السلطان
لقد كانت المظاهرات على مدى عقود مضت وسيلة من الوسائل التي يعبر بها الناس عن احتجاجهم عن سياسة ما ، أو قرار غير مرغوب ، أوقضية مشروعة _كقضية فلسطين _ مثلا ، أو تنديداً لأحداث مختلفة …؛ إلا أنها أصبحت في الأونة الأخيرة أداة من أدوات إشعال الفتن والفوضى في شعوب العالم وبالأخص الدول العربية والإسلامية !
عندما حذر السيد القائد_ في خطابه يوم الإحتفال بالمولد النبوي وسط الجموع المليونية التي حضرت_ العراق ولبنان من مغبة الإنجرار وراء التحريضات والأساليب التي دخلت فيها قوى الشر لقلب سير المظاهرات من مطالب مشروعة إذا صح التعبير ، إلى وسيلة للفوضى والعبث بأمن بلدانهم واستقرارها ، كان في نفس الوقت يحذر الجميع من أن يقعوا في نفس المستنقع ، وينجرون وراء المخربين الذين يجعلون من معاناة الشعوب وفقرها وسيلة للتخريب والتدمير والعبث بالأمن والاستقرار ؛ بل وأداة حادة يستخدمها العملاء لزعزعة استقرار الشعوب في العالم ، ولعل مايدل على ذلك هو مايدعو إليه مرتزقة العدوان في اليمن الذي استحقوا المركز الأول في جميع موسوعات العالم في الخسة والإنحطاط ، فهم يجسدون المثل القائل : ( يقتل القتيل ويمشي في جنازته ) ، فبعد أن أوصلوا الشعب إلى تحت خط الفقر والجوع والمرض ، بل وتدمير البنى التحتية وقطع المرتبات واستباحة دمائهم وأعراضهم ، أصبحوا يستكثرون عليهم حتى الأمن والطمأنينة وباتوا يحرضونهم على انتفاضات ومظاهرات للتنديد بأحوالهم التي وصلوا إليها !
أفلستم أنتم من أوصلهم إلى كل ذلك ؟
فضد من تريدونهم أن ينتفضوا ؟
ضد من جعل صنعاء والمحافظات المحررة آمنة بالرغم من المحاولات المستمرة لزعزعة أمنها واستقرارها ؟
أم ضد من وهبوا أرواحهم فداء لهم ويواجهون حربا كونية من أعتى دول الطغيان ومرتزقتهم ؟
عجزتم عن تسطير الانتصارات في الجبهات فتلجأون إلى وسائل أخرى من أجل زعزعة الاستقرار والأمن وزرع الفتنة في أوساط الناس وتبحثون عن انتصارات وهمية تبنى على جثث المواطنيين !
لكن هيهات لكم ذلكم فالمواطن أصبح لديه وعي بما يدور حوله وبما يُخطّط له وراء الكواليس وأكبر دليل على ذلك هي فتنة البائد عفاش التي أرادها أن تأكل الأخضر واليابس فأخمدها الله والشرفاء من أبناء الوطن ، وسيخمدون كل المحاولات التي تمس أمنهم واستقرارهم ، وإذا كان لا بد من انتفاضة فهي ستكون انتفاضة ضد العدوان الكوني ومرتزقته وستقتلع جذوركم الخبيثة من أرض اليمن ، كما أُقُتلع من كان قبلكم ، فأمن المناطق المحررة لا مجال فيه للعبث والتلاعب وستثبت لكم الأيام ماكنتم تجهلون وستولون صاغرين مدحورين تجرون أذيال الخيبة والخزي وتلقون جزاءكم العادل لا محالة ولو بعد حين .