لولا حكمة قائد الثورة لنجح العدوان في مؤامرته العفاشية .
إب نيوز ٤ ديسمبر
منير اسماعيل الشامي
تعتبر الأزمات احدى المعضلات التي تواجه قيادة أي بلد في العالم كما أنها تمثل أخطر التحديات التي تكون فيها قيادة الدولة امام اختبار عملي صعب وملزمة أن تجتازه بتفوق ، وخصوصا إذا كانت الأزمة ناتجة عن مؤامرة خارجية على بلد يعيش ظروف استثنائية خطيرة كالحرب عليه.
وطننا الحبيب تعرض لازمات خطيرة جدا ناتجة عن مؤامرات كبيرة خلال سنوات العدوان أكثر من أي وقت مضى وقد تجلَّتْ حكمةُ قائد ثورتنا المباركة سماحة السيد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي سَــلَاْمُ اللهِ عليه ولاحت حنكته وبراعته في إدَارَة الأزمات المتتالية أدارة رشيدة حكيمة ، ومتفوقة وفعالة، وفي مواجهة مؤامرات قوى العدوان التي تكاد لم تتوقف خلال سنوات العدوان، واستطاع ببصيرته الثاقبة أن يتعامل معها بحكمة منقطعة النظير فأحسن إدارتها وتمكن من توجيه أحداثها لتفضي إلى نتائج عكسية تماما حصدها اعداء الوطن الواقفين وراءها والذين كانوايديرونها ليحققوا اهدافهم العدوانية ، لينصدموا في الأخير صدمات قوية بعد فشل كل مؤامرة من مؤامرتهم، بسبب حكمة قائد الثورة السيد عبدالملك حفظه الله تعالى ورعاه في التعامل معها وبراعته في ادارتها بكفاءة لا حدود لها، وإجادته في السيطرة والتحكم على مجرياتها وقلب نتائجها من حالة السلبية المطلقة على الوطن إلى حالة الايجابية المطلقة لصالح الوطن، وتحويلها من مصيدة تستهدف الوطن إلى فخ تقع فيه تلك القوى العدوانية، وترتشف كأس الخزي والعار من وراءها.
فعلى سبيل المثال كانت فتنة الثاني من ديسمبر ٢٠١٧م التي اشعلها الصريع عفاش اخطر مؤامرة، واكبر أزمة خلقها العدوان على اليمن ولسنا مبالغين إن قلنا أن تلك الفتنة كانت رهاناهم الإستراتيجي الأقوى، وأهم ورقة كانت بأيديهم، بل إنهم كانوا يعتقدون أنها كرتهم الرابح الذي لن يخسر ، وما يؤكد ذلك أنهم أجلوا استخدامها حتى نهاية العام الثالث من عدوانهم بعد فشلهم في تحقيق اي تقدم لثلاث سنوات متتالية.
تلك المؤامرة الديسمبرية تم اعدادها بعد دراسة طويلة، وعلى ارقى مستوى وشملت كل صغيرة وكبيرة، مما جعلها تحتوي على كافة المخططات الميدانية، ومراحل التنفيذ، وكشوفات بأسما المليشيات وقادتها، وكشوفات أخرى بعدد الأسلحة والكمية المطلوبة من كل نوع منها وكمية المونة المطلوبه ، وعدد الأليات واجهزة الاتصال و….إلخ كما احتوت الدراسة على تخطيط دقيق، ومحكم، وتقسيم مدروس للأمانة الى اربعه مربعات وتعيين قائد لكل مربع وبعد ترتيب وتنظيم وتوزيع محكم للادوار والمليشيات على النقاط في المربعات الأربعة ، وكذلك تعزيز المؤامرة ومساندتها بحملة اعلامية قوية عبر ترسانة العدوان الاعلامية بمختلف وسائلها، إضافة تحديد دور قبائل طوق صنعاء وتحديد دور كل قبيلة والتواصل مع مشائخها والوجاهات فيها، واغرائهم بمبالغ طائلة، قادرة على فرمتت العقول وإعادة تحميلها بالخيانة لتنسجم مع ذلك المخطط القذر ، إلا أن اغلب مشائخ ووجاهات قبائل طوق صنعاء، كان صمودهم اقوى امام هذا الإغراء الذي يسلب العقول، فلم يقع في حبائلها إلاشخصيات محدودة وتأثيرها ايضا محدود.
إذن فكل خطوة كانت محسوبة بدقة متناهية، ووضعوا له كافة التدابير بعناية، لضمان نجاحها وبمستويات قياسية قد تتحاوز ٩٠٪ ، ما يعني أن قائد الثورة كان أمام اصعب تحدي واخطر مؤامرة محكمة مضمونة النجاح،
وما أن تأكددت قوى العدوان من جهوزية التنفيذ واستكمال الترتيبات النهائية إلا وأعطت الضوء الأخضر للمجرم عفاش للبدء بالخطوة الأولى للتنفيذ والتي تمثلت باستحداث نقاط للمليشيات في امانة العاصمة وعلى بعض مداخلها، مهمتها احتجاز كل من يمر بها من الجيش واللجان الشعبية واقتيادهم إلى سجون التعذيب والسحل التي اعدوها لذلك ونفذوا هذه الخطوة فعلا ووقع في ايديهم الكثير من المجاهدين الذين لاقوا اشد انواع العذاب والتنكيل والسحل والقتل على ايادي الاجرام العفاشي ، وبعد ايام من بدء خطوتهم الأولى حان موعد الخطوة الثانية من مخططهم الاجرامي باعلان بيان عفاش المتلفز في الثاني من ديسمبر والذي مثل فتيل الإشعال للفتنة بدعوته للشعب للانتفاض على الوطن والانضمام إلى صف العدوان والتحرك لتصفية القوى الوطنية المدافعة عن الوطن ارضا وشعبا (انصار الله)، وكان الهدف من هذا الإعلان رفع مستوى الغضب وفرض حالة من التخبط والارباك على انصار الله تجرهم الى ارتكاب اخطاء
كان قائد الثورة سلام الله عليه أعظم ذكاء منهم وأكثر حنكة ودهاء في تعاطيه مع خطواتهم الأولى وفوت عليهم فرصة خلق الفوضى في امانة العاصمة فكان اول ما وجه به هو التحلي بضبط النفس مهما حدث، ثم وجه بتشكيل لجنة تهدئة من مشائخ ووجاهات طوق صنعاء ومن أقربهم إلى عفاش، وتحت اشراف مباشر من رئيس الدولة الشهيد صالح الصماد سلام الله عليه الذي بذل جهود مضنية في تلك الفتنة وكان له الدور الاكبر في مواجهتها.
وبمرور الوقت تزايدت اعداد المجاهدين من الجيش والامن واللجان الشعبية الذين وقعوا في قبضة تلك المليشيات ، ولم تتوقف حركة لجنة التهدئة والوساطة ذهابا وايابا الى المجرم وفي كل مرة كانت ترفع له سقف التنازلات إلا انه كان يزيد عتوا ونفورا وغرورا واستكبارا حتى بلغ باستكباره أن يطرد لجنة التهدئة من منزلة ويرفض استقبالهم، كان هدف السيد القائد من لجنة الوساطة والتهدئة تحقيق ما يلي:-
١- خلق فرصة لحل الازمة سلميا دون اللجو إلى القوة العسكرية
٢- اكمال الحجة على المجرم عفاش امام الشعب إن فشلت اللجنة
وبعد مرور عدة ايام فشلت لجنة التهدئة ووصلت إلى طريق مسدود بعد رفض عفاش مقابلة اي شخص وعلان اصراره على المضي في مشروعه الدموي وفتنته الشيطانية .
ومع ذلك لم ييأس قائد الثورة فظهر في خطاب متلفز امام الشعب صباح الرابع من سبتمبر نصح فيه عفاش ودعاه إلى خمد الفتنة، والاحتكام الى العقل والمنطق، والى تفويت الفرصة على اعداء الوطن، وحذره من مغبة استمراره، بل وناشده بذلك ، فاعتقد المجرم عفاش كما اعتقد الكثير من الحمقى والاغبياء أن ذلك الخطاب دلالة على موقف ضعف وخوف وظن انه قد نجح فعلا فلم يستجيب لخطاب قائد الثورة ولم يأبه به
نتيجة لذلك فقد اصبح الكي هو العلاج الوحيد امام قائد الثورة ولذلك فقد وجه بإجتثاث المجرمين وخمد الفتنة وسحق رأس الافعى وانعكس توجيهه هذا بتوجيه الرئيس صالح الصماد رضون الله عليه لابطال الجيش واللجان الشعبية بالقيام بواجبهم في حفظ الأمن وفرضه واخماد الفتنة والقضاء على اكابر مجرميها وفرض الامن بالأمانة وبقية المحافظات بالقوة العسكرية
لم تمر بعد هذا التوجيه سوى ساعتين إلا وقد تم قتل الأفعى العفاشية والقبض على من تبقى من تلك المليشيات .
وبحكمة القائد وحلمه وسعة صدره نجح في إدارة اخطر أزمة وافشال اكبر واعظم مؤامرة عدوانية على الشعب اليمني
فسلام الله على قائد الثورة السيد العلم عبدالملك وعلى الرئيس الشهيد الصماد وعلى كل الجنود المجهولين الذين وقفوا خلفهما في مواجهة هذه المؤامرة وافشالها وسلام الله على ابطالنا المغاوير من الجيش واللجان الشعبية الذين واجهوا مليشيات الفتنة وسلام الله ورضوانه على كل شهداءنا العظماء الذين ضحوا بدمائهم وارواحهم لوأد تلك الفتنة الشيطانية .