الفتنة أخمدت لعن الله من يشعلها .
إب نيوز ٥ ديسمبر
بلقيس علي السلطان
تمر علينا في هذه الأيام الذكرى الأليمة لإشعال الفتنة في صنعاء على أيدي من تربوا على العمالة والخيانة ، وشربوا من دماء الأبرياء وبنوا عروش سلطتهم على جثث الأحرار والثوار ، فمن يمتلكون هكذا صفات لن يستغرب الشعب منهم الدعوة إلى الفتنة والتناحر بين أبناء الوطن ، وتدمير اللحمة الوطنية ومحاولة هدم جدار صمود صنعاء الأسطوري الذي لم يستطع العدوان أن يظهره ولم يستطع له نقبا .
رغم ماحملته هذه الفتنة من أوجاع وإزهاق للأرواح وإراقة الدماء ؛ إلا أنها أسقطت الأقنعة وكشفت الحقائق لأشخاص كان ظاهرهم الوطنية والحرية ، وباطنهم العمالة والعبودية ، كيف لا وهؤلاء هم من أدخلوا الوطن في دوامة الديون والفقر ، بالرغم ماتمتلكه اليمن من ثروات معدنية وموانئ هامة وموقع استراتيجي هام ، وسلب هذه الثروات وتسخيرها لقوى الشر العالمية !
ولم يكتف هؤلاء الخونة بجلب العدوان وتمهيد الطريق له ، بل ظلوا يرقصون على هذه الجثث مدعين السخط والرفض لهذا العدوان ، والخروج بخطابات رنانة لحبك الدور جيداً !
وما أن حان دورهم في المشاركة في هذا العدوان وإحداث الفوضى وزعزعة الأمن في صنعاء _التي ظلت عتية على الغزوان بالرغم من المحاولات المستميتة للسيطرة عليها _ حتى كشروا عن أنيابهم وأسقطوا أقنعتهم ومدوا أيديهم علانية للتحالف مع المعتدين وإحداث فتنة في أم المحافظات وعاصمة البلاد صنعاء ، دون النظر إلى الكارثة التي ستحدثها هكذا فتنة أو العواقب التي ستترتب على إضرام نار الفتنة في بيوت المواطنيين الأمنيين ، لكن هيهات لهكذا أمور أن تنال اهتمامهم ، فهم قد تعودوا على إزهاق الأرواح وفرش الدماء للوصول إلى السلطة والمال ، ومن أراد التأكد منهم ومن عمالتهم وارتهانهم فليبحث عن طارق عفاش وماذا يفعل اليوم ، ومع من يقف ، وعلى من يعتدي ، وسيعرف بقية السيناريو الذي أراد الله له أن تنتهي أحداثه في العاصمة الأبية ، فذهبوا ليكملوه في الساحل بعد سقوط رأس الأفعى عفاش الذي أرادها فتنة ضارية تدمر كل شئ تأتي عليه !
لقد تم وأد الفتنة ودحر رأس حربتها ، وينبغي أخذ الدروس والعبر من كل أحداثها ومجرياتها ، وأخذ الحيطة والحذر على من بقي من هذه الشجرة الخبيثة التي طلعها رؤوس الشياطين لا يروقها سوى التناحر والإقتتال وإشعال الفتن وزعزعة الأمن ، فالحذر الحذر من الوقوع في شباكهم ، وضرورة التصدي لهم بالوعي والبصيرة والحس الأمني العالي ، والوقوف صفاً واحداً ضد الشيطان الأكبر وأذياله ، وإيقاف عدوانهم وغيهم على الشعب اليمني وإحباط محاولاتهم المتكررة في اقتحام جدار الصمود اليماني الذي لبناته أجساد الشهداء ومزج بدماء الجرحى ، ووثق بناءه صمود الأسرى وصبرهم ، ووضع حجر أساسه المجاهدين بأنفتهم وشموخهم ، وسيحرسه أحرار الوطن الشرفاء برفض العمالة والوصاية ، والوقوف ضد المخربين والعملاء ، ودحرهم حتى ترفرف راية النصر خفاقة عالية رغم كيد الخونة والمعتدين ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .