أخي الإنسان ..
إب نيوز ٨ ديسمبر
لاتبرمج روحك على أخذ الحياة بصعوبة ،، لاترهقها بأثقال الجشع المهلكة ، ولاتخفي بريقها بغبار الماديات الزائلة والمظاهر الزائفة ،، ولاتدمرها وتصل بها إلى مرحلة الاضطراب الوجداني وتفقدها نعيم الأمان النفسي والأمان العاطفي ؛ ولاتسلبها جوهر البساطة الذي سيجعل كل لحظة من حياتك ملئية بكل فرص الراحة والسعادة .
البسطاء هم من يمرغون قلوبهم في عمق القناعة فلا تفوح منهم روائح التذمر والفجور ، بل هم من يعطرون ملكوت الحياة بنسائم الحمد والشكر والثناء .
البسطاء هم من لم يبنوا قصورا من الحجارة والمرمر والرخام ، ولكنهم بنوا قصورا من المشاعر البيضاء والنفسيات النقية ، وجعلوها أجمل وأعظم من قصور الآخرين ، وأسكنوا فيها الحبيب والقريب والبعيد.
البسطاء هم من يدركون أن المعاناة النفسية تأتي غالبا نتيجة إنعدام الثقة بالله ورفض الإنسان لحاله وواقعه ، فاستجابت أعينهم لقول الله :(ولَا تَمُدّن عَيّنَيٌك) ولم تمتد إلى مايمتلك الآخرين ولم يرهق بؤبؤها بسياسة المقارنات المخلخلة للنفوس ، هم من ورضوا بقسمة الله وتدابيره لكل شؤون الحياة ، وأغلقوا باب اليأس وفتحوا باب الأمل وقالوا ياااااالله.
البسطاء يعلمون جيدا أن جمال القلوب وجاذبية المشاعر أجمل بكثير من جمال الاثاث وماركات الملابس وموديلات السيارات فلم يأبهوا لها ويتشبثوا بها بل ركنوها جانبا ، وسعوا لرسم إبتسامة الرضا التي تبدد شحوب الوجوه .
البسطاء هم من يعيشون في هذه الحياة المؤقتة وفقا للمعادلات الكونية المطابقة لقواعد الفناء البشري والرحيل المرتقب ؛ ويعبرون السبيل إلى حياة دائمة يجازي الله فيها الصابرين بالخير المقيم والنعيم المستديم.
#سعاد_الشامي