حلمٌ ينتظر العودة.
إب نيوز ٨ ديسمبر
كتبت/سماح حسن
كان يحلم منذ عشرات السنين بأن يكمل دراسته العليا خارج الوطن وحصوله على شهادة من دولة يشهد لها بالتطور والتقدم العلمي في ظل تراجع وضع بلاده علميًا.
مرت السنين وهو يحث الخطى في مسيرته العلمية آملًا بأن يحصل على منحة دراسة يبتعث من خلالها إلى الخارج ليحقق حلمه.
أكمل دراسته الجامعية بتفوق ليُعين كمعيد لتخصصه ،لم يتخلى عن حلمه استمر في البحث باستماتة حتــــــى جاء اليوم الذي حصل فيه على المنحة بإكمال الماجستير في الدولة التي طالما حلم بالذهاب اليها.
سافر محلقًا بأحلامه وطموحاته وهو ينظر لبلاده نظرة المواسي لنفسه بقوله سأعود بشهادة وحلم أبنيه صرحًا مشيدًا على أراضيك لتفخري بي ويفخر أبنائي.
لم يكن يعلم أن بلاده ستكون صعبة الوصول فيما بعد.
لم يكن يعلم أن عودته إلى بلاده ستصبح حلمًا يتحكم به من لا يخافون الله.
لم يكن يعلم بأن زوجته وابنتاه والطفل الذي لم يرى والده بعد سيحلمون بعودته ليلًا نهارًا وهم يسمعون الطائرات تحلق لتقصف شوقهم وحلمهم لرؤية والدهم.
أصبح حلمة بالسفر كابوسًا يعصر قلبه يومًا بعد يوم ندمًا لأنه ترك البلد والولد بحثًا عن حلم بات لايذكر أمام حلم رؤيته لوالداه وأولاده ووطنه .
هذة قصة من واقع لطالب مبتعث للدراسة وانتهى به العدوان لانقطاع مستحقات الجامعة والتأمين الصحي.
وانتهت به السبل لأن يعيش كالمشرد في بلاد ذهب إليها وهو معيد جامعة متفوق.
هذة قصة طالب ذهب ليعود ليعيش حالة معيشية مريحة وانتهى به الحال إلى أنه لم يعد يملك مايسد جوعه أو يرسله ليعين اطفاله على مشاق الحياة وتكاليف الدراسة.
حوصرت أحلامه وطموحاته وطاعته لوالديه و مسؤوليته تجاه ابنائه بحصار دول التحالف لليمن وإغلاق مطار صنعاء.
وآلاف القصص التي تعصر القلب ألمًا.
لكنني كتبت ما أعيشه مع أسرتي وأخي الغائب.
اتحاد_كاتبات_اليمن