مأساة طفل!
إب نيوز ١٠ ديسمبر
بقلم/ إكرام المحاقري
عندما تحدث (خليل) صمت الكون خاشعا يتمعن حروف كلماته البريئة، وهو يقول (إذا تشتو تموتونا موتونا) أي (إذا أردتم قتلنا فلتقتلونا)!! كاشفا عن مرض عضال فتك بجسمه النحيل ليكشف للعالم سر آلمه الدفين، ووجه كلامه لعالم متحجر معندم الضمير بأن الموت أهون من العذاب وأنه أحب إليه من الذلة تحت رحمة المستكبرين!!
فماذا عسى أن يكتب القلم والحزن هو العزاء الوحيد بحق من رهنوا ضميرهم مقابل الريال السعودي وغيره؟! وإلى أين سيوصلهم هذا السبيل الإجرامي؟! وكأنهم يجهلون مصير المجرمين حتى على مستوى الصمت، فالصمت يعبر عن حالة قبول بأمر ما!! وما أمر الطفل (خليل) الا أمر الموت المحتم لا محال وهذا ما تمناه بلسانه.
فهل سمعتم صوت خليل؟ وهل تفكرتم في كلماته؟! هل مازال لديكم نبض ضمير إنساني؟! هل مازلتم على قيد الحياة أم غلبت عليكم شقوتكم كما هو حال أسلافكم؟! فمن أنتم حتى تقدروا الموت لخليل وأمثال خليل ممن هم مبتلون بمرض الفشل الكلوي وغيره؟! من أنتم حتى تخنقوا شعبا باسره بحصاركم الظالم والغير المبرر؟! وما دوركم يا منظمات حقوق الإنسان في هذا الشأن؟! وماهو واجبكم تجاه أطفال اليمن الذين أصبحوا يمثلون مأساة طفولة نتيجة لصمت الأمم الأمم المتحدة ومنظماتها ذات المسميات الزائفة، ونتيجة لصمت المجتمع الدولي جراء ما يحدث للطفولة في اليمن؟!
فهذه الحالة ليست الا أنموذج لآلاف الأطفال في اليمن والذين يعيشون لحظات الموت مع كل نفس يتنفسونه، وغيرهم أصبحت لديهم حالات نفسية جراء القصف العشوائي الذي استهدفهم في منازلهم ومدارسهم وسلب منهم كل جميل وأنساهم معنى الطفولة حتى في يومها العالمي!! لماذا كل هذا الصمت وماهو الذنب الذي أقترفه أطفال اليمن حتى يكون هذا مصيرهم؟!
فدول العدوان ورغم كل هذه المأسي بحق الطفولة في اليمن لم تقبل أي حلول لفتح مطار صنعاء الدولي وانقاذ أرواح الطفولة، بل لإنقاذ ما تبقى من أطفال اليمن بغض النظر عن الآف الحالات التي تنتظر دورها لانقضاء أجلها جراء إغلاق مطار صنعاء ومنعهم للسفر لدول الخارج لتلقي العلاج اللازم لحالاتهم المستعصية، كما أن غيرهم من الآلآف قد ماتوا آلما وكمدا ولا مغيث!!
ختاما، المطار الذي أغلق بوجه من هو حق من حقوقهم يجب أن يغلق بوجه الأمم المتحدة ومبعوثهم حتى نكون إنسانيين مع إنسانية الطفولة، وليفعل العدوان ما يشاء، فلن يكن القادم أصعب مما مضى، ولك يا (خليل) الشفاء ولليمن الحبيب النصر والتمكين، ولا نامت أعين الجبناء.