المنظّماتُ الدوليةُ في اليمن.. ظاهرُها الإنسانيةُ وباطنُها التجسّسُ
إب نيوز ١٠ ديسمبر
على مدى خمسِ سنواتٍ من زمن العدوان على اليمن، ظلّت اليمنُ ساحةً مفتوحةً للعشرات من المنظّمات الدولية التي توشّحت بغطاء الإنسانية، وهي في حقيقةِ الأمر ليست سوى أدوات رخيصة تعملُ لصالح الدول الكبرى المشاركةِ في قتل اليمنيين، من خلال تقديم الدعم العسكري والحربي واللوجستي للنظامين السعودي والإماراتي.
كانت صدمةً كبيرةً للشعب اليمني وهو يشاهدُ ويستمعُ لحديث الدكتورة الروسية، أمس الأول، على قناة RT، بشأن الغارة الجوية التي استهدفت الإعلامي عبدالله صبري في حي الرباط، بدايةَ رمضان المنصرم والناس نيام، ودمّرت منزلَه وعدداً من المنازل المجاورة له، وأدى ذلك إلى وفاة العشرات من المدنيين بينهم طفلا الإعلامي صبري ووالدته.
الطبيبةُ الروسيةُ المقيمةُ في العاصمة صنعاءَ منذُ سنوات طويلة، تسكن بالقرب من منزل الصحفي عبدالله صبري، وكانت من ضمن ضحايا تلك الغارات وقد نجت بأعجوبة بعد أن تم رفعُها من تحت الأنقاض، أدلت بشهادةٍ حيةٍ بعد رجوعها إلى بلدها ووصولها إلى العاصمة موسكو، حيثُ أكّـدت في حديثها أن رجلاً وامرأةً من منظمة دولية تعملُ في مجال الإغاثة، تردّدوا على المبنى الذي يسكنُ فيه الصحفيُّ صبري قبل ثلاثة أيام من قصفه بغارة جوية.
شهادةُ الطبيبة الروسية وفي هذا التوقيت يثبت ويؤكّـد حقيقةَ الدور المخابراتي الذي تلعبه المنظماتُ الدوليةُ في اليمن لصالح دول العدوان بعد أن فشلت في اختراق حكومة صنعاء، وعجزت عن تحقيق أيِّ نجاحٍ على الأرض من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق غير المحتلّة والخاضعة لها، بينما استطاع تحالفُ العدوان الحصولَ على معلومات تمكنه من ضرب القوى الوطنية المناهضة له من خلال تلك المنظمات التي ظاهرها العملُ الإنساني وباطنها التجسسُ والعملُ المخابراتي.
الشهادةُ التي أدلت بها الطبيبةُ الروسيةُ حولَ دور العاملين بالمنظمات الدولية في الحصول على إحداثيات تخدم العدوَّ في شنِّ غاراته على المناطق المأهولة بالسكان، خطيرةٌ جِـدًّا تستدعي من كافة أبناء اليمن الوقوفَ صفاً واحداً أمام تلك المؤامرة الخطيرة التي تستهدف وطنَهم وأمنَهم واستقرارَهم، ناهيك عن دور تلك المنظمات في الإفساد الأخلاقي ونشر الرذيلة في أوساط المجتمع اليمني المحافظ، ضمن الحرب الناعمة لدول العدوان.
إن الفسادَ والعبثَ الغارق فيه المنظماتُ الدوليةُ باليمن متعدّدُ الأسماء والصفات والأجناس والاستهتار بأرواح الشعب، من خلال نهب أموال المانحين المقدّمة لإغاثة اليمنيين والاستحواذ عليها بدون وجه حقٍّ في نفقات تشغيلية غير ضرورية، والاكتفاء بتوزيع الفُتات من المساعدات الغذائية والأدوية الفاسدة المنتهية أَو غير الصالحة للاستخدام الآدمي، والاستهتار بأرواح المواطنين، يثبت أن تلك المنظمات لا يهمها الجانب الإنساني في هذا البلد؛ لأن ما يهمها هو الحصولُ على إحداثيات تخدم دولَ العدوان والدولَ الكبرى المتواطئة في قتل اليمنيين.