المرأة في دروس من هدي القرآن للشهيد القائد .
إب نيوز ١٦ ديسمبر
كتبت / سارة الهلاني
القرآن الكريم الذي أبان الله شموليته لقضايا وحياة الأنسان بجنسيه ‘ذكوراً وإُناثا’ وكمال منهجه الذي قال عنه ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ فمافرط الله فيه مسؤوليات على خلقه تؤدى ولم يغفل به لحقوق خلقه أن تُعطى ، خص الرجال بماهم أهلاً له وقوامين عليه؛ كذا اختص النساء بركيزة وجودهن وحقوقهن منه.
فكيف لا نجد احتواء (المرأة) في هُدى الدروس التنويرية للشهيد القائد حسين الحوثي وهو قرين القرآن والداعي به لصراط الفلاح وسُبل النجاة والصلاح!
بل إن كل إمرأةٍ _ المُسلمة خاصة_ وفي عصر الضلال والعاثين فسادا هي أحوج لِصواب الفِكر والرجوع لمسيرة الفطره الراشدة التي تنشرح به صدورنا وعيا بالقرآن وهديه في دروس الشهيد القائد؛ هاكم بعض المقتطفات التي تمنحنا الكثير المُغيب والمفقود من الثقافة التي تتسلل نفسية المرأة وووعيها…
*بدايةً الرجل والمرأة (سكنا لبعضهما) قال الشهيد القائد :*
الله جعل الرجل سكناً للمرأة وجعل المرأة سكنا للرجل، جعلها لباسا للرجل وجعل الرجل لباسا لها:{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}(البقرة: من الآية187)، مهمتهم الأساسية هي كلها هي مهمة واحدة:{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}(البقرة: من الآية30) أليس الله قال هكذا في القرآن الكريم؟ دورهم، مسئوليتهم في هذه الأرض واحدة، مهمتهم واحدة، هذا الإنسان ـ ولهذا جاء في القرآن الخطاب بلفظ ناس:{يا أيها الناس}،{يا أيها الناس}، هي تشمل الرجل والمرأة بعبارة واحدة اسمهم: ناس، كلهم اسمهم: بنو آدم، ـ مسئولية واحدة، ومهمة واحدة الآثار الطيبة أو النتائج السيئة كلها تأتي واحدة لا تتصور بأنه بالإمكان أن يكون الرجل يعيش في ظل وضعية صحيحة إلا وتكون المرأة كمثله، أو أن يكون في وضعية مضطهدة ستكون المرأة كمثله في مسيرة الحياة، لا تستطيع أن تتصور أنه يمكن أن يكون للرجل وضعية مستقلة عن المرأة أو للمرأة وضعية مستقلة عن الرجل في مسيرة الحياة على الإطلاق، كلها مسيرة واحدة، وكلهم كيان واحد، تختلف فقط الأدوار في إطار النهوض بهذه المسئولية التي هي ملقاة على بني آدم بشكل عام، تختلف الأدوار ليس فقط فيما بين الرجل والمرأة بل فيما بين الرجال أنفسهم وفيما بين النساء أنفسهن وكلمة: {خَلِيفَةً} يظهر من خلالها أنها مسؤولية.
*وكما هي آيات الله استوعبت حياة الطرفين وحقوقهما؛ توجهه الشهيد القائد لخلق مجتمع واعي بما شرع له القرآن فقال الشهيد:*
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ}(النساء: من الآية34) ألم يذكر هنا الإلتزامات المالية؟ عندما يقول هناك:{لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}(النساء: من الآية11) يكون هناك التزامات مالية بالنسبة للرجل ، قال في آية أخرى:{وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} (البقرة: من الآية228) من حيث التكوين لكن لا يترسخ في الذهنية: أن المرأة ترى نفسها عالما هناك، والرجل عالما هناك، الرجال لهم درجة على النساء لكن ترى أنه منوط بهم مهام ومسؤوليات والمرأة منوط بها مهام ومسؤوليات وكلها في إطار المهمة الواحدة والمسؤولية الواحدة. {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ} خاضعات للأشياء التي هي من جهة الله سبحانه وتعالى قابلات مطيعات خاضعات لله خاشعات ، إذاً فالمرأة التي تحاول تتنكر وكأن الإسلام اهتضمها وأشياء من هذه لا تعتبر قانتة، أول شيء هي تفهم خطأ، فاهمة للموضوع من أساسه خطأ متأثرة بدعاية الآخرين، الأعداء، فيما بين الرجل والمرأة يجب أن تكون هكذا: {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} تحفظ زوجها تحفظ عرضه وماله.
*ولكي لايؤدي الرجل والمرأة مسؤوليتهم الاستخلافية كما يريد الله فإن أعداء الله لايألون جهدا في نسف هذه العلاقة والسنة الإلهية بينهما وذلك كما قال الشهيد القائد:*
اليهود اتجهوا إلى المرأة ليحسسوها بأنها تفقد الكثير من حقوقها وأطلقوا على كل هذه المسؤوليات اسم: حقوق، الوظيفة العامة، الأعمال الإدارية، كلها سموها حقوقاً، رئيس، رئيس وزراء، أو وزير معين، أو وكيل وزارة أو مدير أو نائب أو أي شيء من هذه سموها حقوقا، وهذه غلطة كبيرة يجب أن نقاومها، هذه لا تسمى: حقوقا، هذه تسمى: مسؤوليات، والمسؤولية عادة يجب على الرجل والمرأة جميعا أن يعملوا من أجل أن تكون المسؤوليات في المؤهلين لها، ليست المسؤولية عبارة عن حق فيقال: الرجل له حق كذا….
*فكشف سيدي حسين زيف الأقنعة التي تتقلدها دول الإفساد وأبان اساليب مكرهم لضرب عصفورين بحجر واحد؛ حيث قال الشهيد القائد:*
عندما يأتي الأمريكيون في أي بلد يقولون بأنهم يريدون المرأة أن تأخذ حقوقها! لم يتجهوا هم إلى الرجل في أي شعب ليضغطوا عليه ليؤدي حقوق المرأة، لكن يتجهون بشكل كبير إلى إثارة المرأة، إثارة المرأة نفسها وهم يعلمون أن هذه المرأة في أي شعب من الشعوب لا تستطيع هي، هل هي تمتلك سلطة؟ هل تمتلك قدرات على أن تنال الحقوق التي رسخوا في ذهنيتها أنها حقوق؟ هذا لا يحصل، ما الذي يحصل في الأخير ؟ ما النتيجة في الأخير؟ هي قضية تعقيد، أن يعقدوا المرأة على الرجل وأن تكون المرأة قريبة من التأثر بهم؛ لأنها تراهم وكأنهم مهتمون بقضيتها.
*فأعداء الله وأعداء المجتمع المسلم يعرفون قيمة صلاح تركيبتنا الإجتماعية وتمسكها بقيم الدين بعكسنا نحن وغفلتنا عنه فنراهم مُشمري سواعد التضليل وآلالات الافساد قال سيدي حسين :*
ولأنهم يحسبون ألف حساب لأي أسرة لا تزال صالحة, لأي شخص لا يزال صالحاً, لأن هذا الشخص الصالح, أو هذه الأسرة الصالحة يمكن أن يسري صلاحه إلى ما حوله ويتسع, والقرية الواحدة الصالحة يعتبرونها ما تزال قضية تحز في نفوسهم.. لماذا ما قد عممت وأصبحت مثل بقية القرى, وهكذا… فالمسألة الآن أن الناس إذا ما فهموا سواء فيما يتعلق بفساد الأبناء, في ما يتعلق بفساد الأسر, أيّ فساد, سواء في أوساط الكبار أو الصغار, من الرجال والنساء.
*والحقيقة قد نصع واقعها رغم تفاوت الفترة الزمنية من حين حديث الشهيد القائد ونرى الآن صحته قائلا آنذاك:*
هم من يعملون على نشر الفساد الأخلاقي في مختلف البلاد العربية، هم من دفعوا المرأة المسلمة، المرأة المحتشمة، المرأة التي يلزمها دينها وقيمها العربية أن تكون متأدبة ومحتشمة، هي من أصبحت الآن تتبرج، هي من أصبحت الآن تكشف شعرها وبدنها، هي من أصبحت الآن تزاحم الرجل في جميع مناحي الحياة بحجة مشاركتها في المجال السياسي. الآن في اليمن يطعِّمون المكاتب بالنساء! هنا مدير وهنا سكرتيرة لتكون أجواء المكتب لطيفة، لتكون أجواء المكتب كلها أجواء حب .. ومتى سينصح هؤلاء لشعبهم وأجواء مكاتبهم كلها حب؟!. يسرح الموظف من بيته وهو يحاول كيف يكون شكله مقبولاً أمام الموظفة، أمام السكرتيرة، أو أمام امرأة أخرى تشاركه في مكتبه، الآن يعملون على أن تشارك المرأة الرجل في المكاتب، في الدوائر الحكومية، ويعتبرون أن هذه هي المشاركة الحقيقية للمرأة في الحياة.
*ومن وحي هُداه القرآني التبصيري لم يترك القضية مفتوحة لنتساءل.. ومادورنا نحن؟؟ بل أجهض جدوائية طرقهم التضليله وصوب قائلا:*
تلك المشاركة التي تقوم بها المرأة في الريف, هي من تربي الأبقار، وتربي الأغنام، هي من توفر على أسرتها كثيراً من الأشياء التي يحتاج رب الأسرة إلى دفع فلوس كثيرة في توفيرها، هي تربي الأبقار، وتربي الأغنام، هي توفر الحطب، هي توفر الماء، هي تعمل جاهدةً في المجال الزراعي .. أليست هذه هي مشاركة حقيقية في التنمية؟. مشاركة تجعل الأسرة كلها تتحمل جميعاً أعباء الحياة، تلك الأعباء التي فرضها علينا هؤلاء، هذه الحياة التي أصبحت صعبة.. هذه لم يعترفوا بأنها مشاركة بل يصنفونها بأنها ظلم، وأنها امتهان للمرأة!. من أين جاء هذا التقييم؟ من أين جاء؟. يقال أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) قضى على فاطمة الزهراء بأعمال منزلية، وأعمال ترتبط بالمنزل، وعلى الإمام علي بأعمال خارج المنزل.. وهكذا المرأة في اليمن تشارك الرجل في جميع مناحي الحياة. لكن هذه التي هي مشاركة حقيقية، ويلمس الجميع أن زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم يساعدنهم مساعدة كبيرة على تحمل أعباء الحياة، هذه تصنف عند أعدائنا بأنها امتهان للمرأة!. لا، المشاركة الحقيقة هي أن تكشف نفسها ووجهها، وتزاحم الرجل هذه هي التنمية أن تزاحم الرجل في المكاتب، أن تزاحم الرجل في محطات التلفزيون، أن تزاحم الرجل في كل مناحي الأعمال الأخرى.. لا حاجة إلى هذه؛ لأن هذه ليست مشاركة حقيقية. إن الذي يجب عليكم هو أن تشجعوا المرأة، هو أن تعملوا على تشجيعها، وأن تساعدوها وهي التي تعمل في مجال الزراعة، وتعمل في مجال تنمية المواشي، وهي التي تساعد رب أسرتها، تساعد زوجها، وتساعد قريبها مساعدة كبيرة، إنها تخدم الشعب أكثر منكم ..
ومازال هناك الكثير من بحر الثقافة القرآنية مانغترف منه بصيرة الرشاد ونتشرب معين هدايته ونرتوي من صفاء تزكيته لنفوسنا نساءاً ورجالا ومجتمع بل وأمه بجمها؛ والحمدلله الذي انعم علينا بكتابه الكريم ورسوله العظيم وأعلام هداه المستقيم.