المشاورات اليمنية السعوديّة السرية.. ماذا وراء تصريحات الحوثي؟
إب نيوز ١٧ ديسمبر
منذ 20 سبتمبر الماضي وإعلان رئيس المجلس السياسيّ الأعلى في العاصمة صنعاء مهدي المشّاط مبادرةَ وقف استهداف العمق السعوديّ، فُتِحَ تواصُلٌ غيرُ مباشر وسري بين صنعاء والرياض في العاصمة العُمانية مسقط؛ بدافع التوصُّل الأقل إلى تغيير شكل الصراع وإنهاء الاعتماد على القوة العسكريّة بين الطرفين.
نحن نقول ذلك لأمرين: الأول– القناعة السعوديّة بين تحقيق الانتصار العسكريّ وإعادة عبدِربه منصور هادي على ظهر الدبابات إلى القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء لم يعد ممكناً.
الثاني– قناعة أنصار الله وحلفائهم في المجلس السياسيّ الأعلى الحاكم أن العمل العسكريّ من جانبهم قد أوصلهم إلى فرض معادلة عسكريّة وسياسيّة تمكّنهم من إلغاء الشروط السعوديّة بشكل مُجْمَلٍ بما في ذلك المطالبة بسحب السلاح.
هذه القناعاتُ لدَى الطرفين لم تنضجْ بدرجةٍ كافيةٍ ولا تزالُ الثقةُ غيرَ موجودة، وبالتالي فإنَّ الاحتياطاتِ للمستقبل هي المهيمنة وهي التي تُفسِدُ التوصلَ إلى مبادئ للاتّفاق والانتقال إلى التنفيذ؛ ولذلك تتوقَّفُ المشاوراتُ السريةُ وغيرُ المباشرة عند نقطتين تتعلقان بالمستقبل وتتعلقان بشكل أكبر، بشكلِ وهُـوِيَّةِ الخروجِ من هذه الحرب التي فشلت سعوديّاً.
النقطة الأولى: أن تغادرَ السعوديّة مهزومةً عسكريّاً بعد حرب 5 سنوات، ستغادر بلداً تعوّدت أن تكونَ وصيةً عليه طوال الـ40 العام الماضية ويتشكّلُ الآن بطريقة تنظُرُ إليها على أنها تهديدٌ مستقبلي لوجودها وعلى حدودها الجنوبية وحليف لإيران ”العدوّ%