اليوم العالمي للّغة العربيّة و سيّدي عبدالملك بن البدر الحوثي يحييه .
إب نيوز ١٩ ديسمبر
لكلمات سيّدي ابن البدر الحوثي وقع على الفكر و العقل و العاطفة ، و لخطاباته و كلماته ينحني الفؤاد ، و تنفتح ما انغلقت من نوافذ الضّمير ، و لكنّي هنا سأقف عنده كقائد فذّ لم يلمّ بقواعد النّصر المبين في ساحات البطولة و مواقع الرّجولة فحسب ، بل قد ألمّ حتّى بقواعد اللغة و النّحو فحين يشعر أنّ هناك خطأ سرعان ما يعود و قد قلّ خطؤه ، و لستُ مصحّحة لمن لا أرقى إليه ، و لكنّه شعور العزّة بقائد عربيّ إسلاميّ يخاطب و يتعامل مع الحرف بحساسية شاعر و لغة أديب و فكر ناقد و فقه متخصص ، أفلا أتشبّع بالفخر حين أراه متكلّما، أو حين أسمعه منصفا للغته ، ناطقا بها في صحّتها و ليست تسقم بين ثنايا فمه الطّهور ، لكنّها درر تنسكب على قلوبنا بردا و سلاما فنحيا في فردوس من البلاغة و البيان بلا شمس و لازمهرير ،،
سيّدي و حين كان من سبقك ( عفّاش و أمينته ) يجرّ المرفوع و ينصب المجرور و تنفلت الحروف ببلادة من منطقهم ، و تنتحر اللغة ، و هكذا كانوا يتعاملون مع أرواحنا بموت المنطق و بعنجهية الظّالمين و فوضوية المتغطرسين ، كانوا يحكموننا بنفس منطقهم الّلغوي بل إنّ دنبوعهم قد بلغ حدّ السّحل للغة و تكسير قواعد النّحو ، و هكذا سحل الإنسانية و هكذا فكّك الجيش ، و قزّم اليمن ، و سعى لتشتيتها ، و درّب دواعشه عميلا مرتدّا عن الإيمان و الحكمة ، و مثله من سبقه ، بينما يطلّ بدر العروبة و حليف البيان بلغته العربية هوية ملازمة للقرآن أفلا تكون اللغة العربيّة هوية أكثر لياقة حين يتكلّم بها قائد ؟!
نعم : وسعتني كلمات و خطاب سيّدي (في البارحة ) فرحا و انتشاء ليس فقط لجمال و بلاغة بيانه ، و وصوله لأعماق الرّوح في استفزازه لإيمان من ينتمي لليمن كأرض شهد لها رسول اللّه بأنّ الإيمان فيها و لها ، و قد وصلت كلمات سيّدي من به صمم ، أمّا أنا فقد أضفتُ عشقا إلى عشقي لابن رسول الله ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) سبّبه تمكنّه من اللغة العربيّة التي يهملها القادة عدا الملك الحسين الأردني الذي ما فادته حين كان عميلا للماسون فأسقط جمال اللغة و عقرها في دارها ؛ حين كان ذا صوت جهوري رائع و لغة متقنة لكنّه هزم العروبة كلّ العروبة حين باع فلسطين و الضفّة الغربية لإسرائيل ، و اكتفى بالأردن كضفّة شرقية .
نعم : فصل بين شقّي القلب القدسي ، بينما سمعت قائدا آخر يتكلّم العربيّة بطلاقة هو المغفور له حافظ الأسد و تلاه شبله بشار فهما ممن صانوا العروبة لغة و هويّة و قضيّة ،،
لأعود إلى أروعهم و الذي اتسع للغة و الهويّة الإيمانيّة بقرآنيّة السّلوك و المنطق ، فكان الوطن الأسمى و الأنبل للشخصيّة العربيّة الاسلاميّة المتكاملة ،
سيدي : مفتونة ( و سأموت ) بشخصك و نضجك و قوة شخصيتك التي أرعبت بها جحافل الأشرار برجال من حديد مع أنّك الارقّ قلبا و الالين فؤادا ،
سيّدي و في شخصيتك حارت كلماتي .. تلعثمت .. سكتت .. ثم انطلقت فما درت بم و كيف تبدأ و بدأت لكنها لن تنتهي فقد أسكنتك في روحي بروابي ذي زرع و جنّات تؤتي أكلها كلّ حين ،، جعلتك ( سيّدي ) حبر دواة روحي و حرفي الذي لن ينفد مادمتُ أحياه عربيّا قرآنيّا كقلبك الطّهور و عقلك الزّكي و لسانك المبين ،
لن ينتهي عشقي لسند الأمّة .. لأبيها .. ربيعها اليماني و كذا لن يموت عشقي لربيعها الشّامي سماحة السيّد( حسن نصر اللّه) ، فأنتما أسمى نعم اللّه علينا يا ابني محمّد بن عبد اللّه .
آشواق مهدي دومان