في رحاب الشهادة .

 

إب نيوز ٢٠ ديسمبر

كتبـت/فاطمـــة حسيــن

عندما نأتي لنتحدث عن أعظم تجارة رابحة مع الله نشعر وكأنّ أرواحنا طيورٌ تُحلّق في فضاءٍ رحب تجعلنا دائماً نتمنى ونتمنى أن يكافئنا الله ويشرفنا بهذه المنزلة العظيمة ، فكيف بأولئك العظماء الذين أصطفاهم الله وجعلهم من صفوة عبيده ، وأكرمهم بأعظم وأشرف منزلة مع الأنبياء والصديقين والصالحين ،أولئك الذين لم تذهب أرواحهم عندما ذهبت أجسادهم ، بل إرتفعت عالياً عند بارئها لكي تحظى بالنعيم والرضوان الأبدي , نعيم وسعادة يحصلون عليها منذُ لحظة إرتقاء تلك الأرواح المقدسة إلى خالقها ، فعندما نأتي لنتأمل آيات الله التي تتحدث عن هؤلاء العظماء ندرك جيداً أين مقامهم الذي اختاره الله لهم،
سنعرف حقاً أنهم لم يموتوا بل لا زالوا أحياءً لكن عند ربهم وليس بين البشر ،إنتقلوا من هذه الدنيا الفانية إلى جنةٍ قطوفها دانية , يستبشرون برحمة الله وفضله الدائم عليهم ,

ولكن هذا يجعلنا نتسأل كيف بذلوا أنفسهم رخيصةً ،والنفس جميعنا نعلم أنها تعتبر أغلى ما يملكه الإنسان ؟

فهل من أجل إرضاء شخصٍ , أو من أجل ماديات الحياة ،
أم من أجل دينهم وربهم ، ومن أجل أن يحييّوا تلك الحياة الأبدية ،

نعم فمن ترسخّت في قلبه ثقافة الشهادة لن يبالي مهما حصل له ، فقد باع نفسه من الله وفي سبيله ، وأيقن ما معنى أن تبيع نفسك إلى الله ، وكيف تستثمر موتك وليس حياتك فقط ، فالشهادة تعتبر فوز عظيم لمن نالها وكُرّم بها ، وآيات القرآن خير دليل على ذلك ،

كما نستذكر قول الإمام علي (ع) عندما ضُرب بالسيف وخُضبّت لحيته الشريفة بالدماء لم يتذكر شيئاً في ذلك الوقت سوى أن الله أكرمه بالشهادة حيثُ هتف قائلاً : (( فزت وربُّ الكعبة )) ،
أليس هذا كله يجعلنا دائماً نتمنى أن نلتحق بركب من أكرمهم واصطفاهم ليكونوا أحياءً عنده ، يعتلون تلك المنازل العظيمة التي فضّلهم بها على غيرهم من سائر البشر ، كانوا هم الأحياءُ الأحياء الذين لم يموتوا ،
فقط كانوا يعيشون على تراب هذه الأرض ، فأبوا أن تكون مسكنهم الدائم ، واختاروا أن يكونوا صقوراً ليُحلّقوا في سموات الشهادة .

#شهداؤنا_عظماؤنا

You might also like