قضية الهوية الإيمانية قضية محورية .
إب نيوز ٢١ ديسمبر
بقلم/روان عبدالله
الهوية الإيمانية في الحقيقة هي الإنتماء إلى الله ورسوله وإلى دين الإسلام وعقيدة التوحيد التي أكمل الله لنا بها الدين وأتم علينا بها النعم ، وجعلنا بها الأمة الوسط وخير أمة أخرجت للناس ، وصبغنا بفضلها بخير صبغة (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون) .
فقد طل علينا الشخصية المتزنة التي ينبع منه الخصال المتباينة بشكل ذكي ، فوجدناه حاضر الشعور وحصيف العقل ، قوته ظهرت في حكمته الممزوجة بالوعي وسلاسة وحزم وإقدام وإحجام ، طل علينا علم الهدى ليذكر من قد نسى ، ومن يخشى من الوقوع في النقم والمنغصات و معاول هدم ديننا ، وقيمنا وأخلاقنا وهويتنا الإيمانية .
فقضية الهوية الإيمانية قضية محورية ، وأن من لم ينتبه إليها سيذوب حتماً في ثقافة الغرب المنحلة أخلاقياً ، فستتلاشى مميزاته ليكون ذيلا أو ذنباً لهم ، فقد أكد السيد القائد -حفظه الله- أن أعدائنا لم ولن يتركونا على هويتنا الإسلامية وثقافتتا الإيمانية ، بل يكيدون الليل والنهار ، ليزحزحونا عنها ويطمسوها عنا.
فواقعنا ينذر بخطر شديد فيما يخص هويتنا الإيمانية ، وتعرضها لاختراقات وهجمات من قبل الأعداء على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم ، فقد حذر السيد القائد من الإنسياق وراء كل ما يصدر عن الغرب من أفكار وآراء ومعتقدات باطلة ، وحذر من ان ننسلخ عن هويتنا او نتسبب في ضياعها ، فنتحول إلى كائنات تافهه فارغة غافلة تابعة مقلدة ، لأن للهوية علاقة في جعلنا أناس ذا قيمة ولحياتنا معنى وغاية ولبلدنا كيان وسيادة .
فعلى مستوى بلدنا فتاريخه شاهد على أنه بلد ذات هوية قوية مشرفة ومؤثرة يثبت ذلك قول الرسول -صل الله عليه واله وسلم- حينما قال (الإيمان يمان ، والحكمة يمانية ) ، و الذي يتحتم علينا بأن نعود لمنابع الإسلام الصافية متمثلة في (منهاج القرآن الكريم وسنة رسوله الصحيحة) بعيداً عن مخلفات الأمم الماضية ، والدعوة إلى حتمية الحل الصائب النابع من جوهر القرآن وثقافته لمعضلات واقعنا الأليم ، والقضاء على العقبات التي تحول دون التصدي لمحاولات تذويب الهوية الإيمانية .
حيث من الواجب تنمية الثقة لدى أفراد مجتمعنا ، أي يجب أن نثق بقدراتنا و إمكاناتنا الذاتية لكي لا ننساق وراء مايقول الأخرون ونكون فقط تابعين لهم، فلا ننفذ الا مايقررون ، فنكون في قمة العجز والفشل أمام التحديات التي نواجهها ونصبح فريسةً سهلة لدى الأعداء.
ويجب علينا أيضاً أن نتسلح بسلاح الإيمان ، والوعي التام ، والحرص على إمتلاك الرصيد الأخلاقي والمعنوي، و الحرص والحذر من الأشياء التي قد تجعلنا من أدوات حروبهم الباردة ونحن لا نعلم كــ ثقافة (التحضر الدخيلة ) والإنحلال الأخلاقي و التقليد الأعمى لأفعالهم البذيئة ، ونحن على علم بأنهم قد بثوا هذه السموم في جسد مجتمعنا ، رغبةً منهم أن يصدروا لنا المفاسد كي نصبح أمة مائعة هزيلة ضعيفة لا تستطيع المقاومة والدفاع .
في الأخير يجب أن نأخذ جرع الإيمان الخالص ، والثقافة الصحيحة ، والوعي الشامل ، و اليقظة القوية ، والجهوزية العالية ، لنكتسب مناعة ثقافية توقينا من الأوبئة التي يخلقها أعداؤنا لضربنا أخلاقياً وثقافياً لتسهل لهم الدروب في السيطرة علينا عسكرياً .