كُتب التاريخ والشهداء….
إب نيوز ٢١ ديسمبر
بقلم/حليمة الوادعي.
تكثر الثورات، وتشتعل الحروب، ويتواجد الأعداء وعندما تحدث الانتصارات والإنجازات لا بد من تضحيات وخسائر وأرواح تقدم في سبيل الأمن والأستقرار وهنا فقط يحدث الإرتقاء، ويُعرف العظماء، ويظهر المؤمنون ويعلن المخلصون.
فلا توجد بلدة لم تقدم مثل هذه الأرواح الزكيه، ولكن لا يوجد شعباً عرف قدرهم مثلما نحن، ولا يوجد أشخاص قدسوا بطولاتهم كما قدسناها نحن، فلسنا خاليين من المشاعر والأحزان على فراقهم ورحيلهم، ولكنا خير قوماً أيقنا بضيافتهم الربانية، وأجزمنا على شجاعتهم الحيدريه.
الشهداء هم عبارة عن روح سكنتها الشعور بالمسؤولية وجسد أستهان بأعضائه في سبيل خالقه، وفؤاد تعلق بالسماء وطمع في العيش بجوار رب العالمين، فالشهداء تولينا لهم ليس قانوناً شرعي ولم يكن حكماً أبدي، ولكن كيف لنا لا نعلن تولينا لأشخاص أخلاقهم قرآنية، وبطولاتهم محمدية، ومظلوميتهم حسينية، وقبل كل ذلك دفاعهم من باب الأحسان والمسؤولية؟!
فلا تقلقوا ياخير من قدمتم وأعظم من جاهدتم وأجل من ضحيتم فالتاريخ لكم وأوراقهُ أسمائكم، فأن حق القول فأنتم صناع كل تاريخ، ومحققين كل مجد، وفخر كل جيل، فسيرتكم لم تكن مصدر صمود لنا وإنما مصدر عزة وشموخ وكرامة وتقديس لكل أبنائكم ونسائكم ولكل جيل قادم، فأنتم حقاً من تستحقون أن تكونوا أحفاد أولئكَ الأجداد العظماء الذين أورثوا فيكم هذه الروح الجهادة وحب الغيرة والحمية، بل ونحتوا في قلوبكم أن الأرض التي تُحتل ورجالها مازالوا على قيد الحياة هي أحقر الأراضي وأسوء رجالاً رجالها، ففهم كل هذه الدروس وجسدتموها في واقعكم وحياتكم.
ولأن الشهداء هم كل ذلك فلن نعلن تولينا لهم فقط، بل سنعاهدكم بأن نكمل مشوارهم ونخط التاريخ كما فعلوا حتى نحقق أحلامهم في تعزيز أرضنا وتكريمها وحماية أعراضنا، وأعلموا أننا نحن لها وأن لم نكن فسنلحق بكم ويكون أحفادنا لها.
.