وقــفـــة مــع أم شـــهـــيـد .
إب نيوز ٢١ ديسمبر
كــتــبـت/ بــنـت الــنـمـري
يوماً ما ذهبت لـزيارة أم شهيد او بالأحرى أسرة شهيد بعد استشهاد ولدها الثاني، فهذه عادة لدي أو رغبة وهواية أحب الإلتقاء بأسر الشهداء وارغب في سماع قصصهم وكيف قضوا حياتهم .
دخلت منزل أم الشهيد فــتفاجأت بها هي من ترحب بالضيوف وتستقبلهم بإبتسامة مشرقة ووجه بشوش وأخلاق عالية.
رأيت ماأذهلني ورسم علامة تعجب على لساني أي صبر هذا الذي آراه أي عظمة أي قوة هذه، تارة أنظر إلى أم الشهيد فأراها ململمة جراحها متغلبة على أوجاعها عيونها تشع حزنا والما وقلبها ممتلئ إيمانا وصبراً .
وتارة أنظر إلى زوجتة التي لم أجد كلمات تحكي موقفها توقعت إنني سأجدها تبكي أو مكتأبه فوجدت فيها صبر زينب وشجاعة زينب، كبحت مشاعرها ولملمت دموعها واحتضنت أطفالها الثلاثة مواسية لهم بـفراق أبيهم.
بادرت الأم تحكي عن شهيدها وفلذة كبدها قائلة: لقد كنا نشعر أنه قد يفارقنا فــ اللحظات الأخيرة كانت فعلا لحظات وداع .
قبل ذهابه بـليلة واحدة جلس مع أفراد أسرتة سائلا عن أحوالهم طيلة الليلة وهو يأخذ أكبر قدر من تلك الأسرة المباركة وهو يخبرهم عن أحلامة وآماله التي من آعـــظمها الشهادةِ في سبيل الله.
وقبل ذهابه لـغرفته قبل أمه وأبيه قائلا لهم سامحوني ياأعز وأغلى من في الحياة أدعي لي ياجنتي ولاتنساني من دعائك ياقدوتي .
وصباح اليوم الآخر قضاه مع صغاره وأطفاله ، لديه ولدين وفتاة ملاعب لهم ينظر لهم وهم يلعبون ويمرحون ويضحكون كان ينظر لهم نظرات الوداع وكان يمعن النظر لهم حتى تترسخ وترتسم صورهم في قلبه وتحفر في ذاكرته.
دخل ظهرا إلى زوجتة حيث كانت تعد طعام الغداء فنظرت إليه مبتسمة قال لها هل تريدين المساعدة فضحكت بتعجب قائلة أنت قال نعم دعيني أترك لك ذكرى ربما لن أبقى كثيرا، فنظرت إليه وإذا بأبتسامتها تتلاشى وتذبل قائلة أطال الله في عمرك وحفظك من كل شر، فأبتسم وأقبل يساعدها وهي تنظر إليه نظرة خوف ونظرة محبة ومودة .
بعد يوماً واحدا زف إليهم نباء استشهادة فأستقبلت أسرتة نباء استشهادة بكل فخر وأعتزاز.
فسألتها وكم بقي لديك أولاد قالت 2استشهدوا وثالثهما واقع في الأسر وثلاثة مرابطين في جبهات العزة والشرف وحقت كلمات الله عليهم(( رجالاٍ صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضاءنحبة ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا)).
وختمت كلماتها قائلة الحمدلله على ما أعطى وماأخذ منا ونحن كلنا لله وإنابحمدالله صابرون محتسبون وسنمضي في دربهم ونسير على خطاهم ولن نترك هذا المسار ولن ننحرف عن هذا الطريق.
خجلت كلماتي وأحرفي من عظمتك أم الشهيد ولم آرى وصف يصف صبرك وإيمانك وتضحياتك وعظمتك، بوركتي أم الشهيد وما أعظمك من قدوة لكل النساء، أنتي فخر لنا وعزا بشموخك ومواقفك المشرفة والعظيمة.
والله لوتكلم اللسان ذهبا ونطق عسلا لما أوفى صبركم وثباتكم وتضحياتكم أسر الشهداء.
ولكن مني الف تحية وسلام.
#اتحاد_كاتبات_اليمن