قضية رأي عام .
إب نيوز ٢٢ ديسمبر
بقلم/ الشيخ عبدالمنان السُنبلي.
بصراحة لا أستطيع أن أستوعب ولو لمرة واحدة فكرة أن يقتحم مسلحون (مدرسة) او (جامعة) فما بالكم بأن يُهان مدرسٌ أو أستاذٌ جامعي او غير جامعي من قِبَل أيٍّ كان !
فكيف بذلك (الحيوان) الذي يتهجم على (مُدرسٍ) ويصفعه أمام طلابه وتلامذته الصغار ؟!
فهل يعي مثل هؤلاء القطيع ماذا تعني لنا وللعالم أجمع كلمة (مُدرس) أو أستاذ ؟!
ألم يسمعوا ويعوا :
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا
كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني ويُنشئُ أنفـساً وعقولا
يعني في البلدان الأخرى وخصوصاً المتقدمة منها يمنح المدرس أو الأستاذ حصانةً أحياناً تفوق حصانة رئيس الجمهورية أو الملك أو الزعيم ، بينما في بلادنا لا نجد المدرس يتمتع بمثل هكذا حصانةٍ أو حتى بما هوأدنى منها قليلاً لدرجة أن لا يجد أحدهم حرجاً في أن يقتحم عليه الفصل أو يقوم بإهانته أو الإعتداء عليه !
ألا يعد هذا جانباً من جوانب الانحطاط المجتمعي والقيمي وعلامة من علامات الاستهتار والتخلف ؟
هل رأيتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كيف استقبل مُدَرّسَته التي لطالما أوسعته ضرباً وتأنيباً في احتفائية رسمية بعناقٍ حار جداً جداً كما لو أنه لم يزل تلميذاً لديها ؟
فلماذا لا نحذو حذو هؤلاء الناس في مثل هذه الجوانب ؟
لماذا لايزال البعض في مجتمعنا ينظر إلى (المعلم) أو (المدرس) كما لو أنه موظفٌ لديهم أو لدى أهليهم من الدرجة الخامسة أو السادسة لا أنه يُعَدُّ واحدٌ من أهم صفوة القوم ونُخَب المجتمع ؟
بصراحة أعتقد أنه لو كان مثل ذلك المجرم المتعجرف الجبان يحترم مُدَرّسه أو استاذه لما تجرأ على اقتحام إحدى مدارس مديرية السبعين بأمانة العاصمة وقام بالاعتداء صفعاً وتجريحاً على أحد المدرسين اعتداءً أفضى إلى وفاته واستشهاده كمداً وقهرا !
على أية حال، لم تعد قضية ذلك (المدرس) المغدور فيصل الريمي قضية جنائية شخصية وانما أصبحت قضية رأي عام وبالتالي فعلى الجهات المختصة الاضطلاع بواجباتها وتحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية في القيام وبصورة عاجلة بضبط هؤلاء الجناه المجرمين وتقديمهم للمحاكمة العادلة لينالوا جزاءهم العادل والرادع المقر شرعاً وقانوناً بما يجعلهم عبرةً لغيرهم، كما أنني ومن هنا أطالب المؤسسة التشريعية بسن قانون يُمنَح من خلاله المعلم والمؤسسات التعليمية كذلك حصانةً مجتمعيةً وقانونيةً تحول دونهم ودون كل من تسول له نفسه المساس بحرمة ومكانة المعلم أو الموسسة التعليمية كونهم ركيزة أساسية أن لم تكن الاهم من ركائز المجتمع، ما لم فعلى التعليم وعلينا وعلى اليمن السلام .
#معركة_القواصم