الشهادة و الاصطفاء .
إب نيوز ٢٣ ديسمبر
بقلم/خلود الشرفي
كثيراً ما نتحدث عن الشهادة والشهداء كمقياس رباني ومعجزه كونية تعبر عن من اختارهمُ الله سبحانة و تعالى إلى جواره ؛ و اختصهم بالقرب منه و العناية العظيمة لديه ..
و بما أن ” الطيبون يرحلون باكراً ” كما يقول المثل ؛ فأن الشهداء بلا شك هم خلاصة الطيبين بلا منازع ولا شريك والا فأي كرامة حُظى بها الشهيد وأي نعمة تلك التي نالها الشهداء، وبما استحقوا تلك المنزلة الرفيعة عند مالك الملك جلّ في عُلاه ..
لاشك أن الكثيرين لا زالوا يجهلون قيمة الشهداء، وعظمة الشهادة، وهذه هي الطامة الكبرى ، إذ أننا لا نكاد نتذكر عظيم نعمة الله علينابالأخوة والاباء و الأزواج المتواجدين بيننا، الا بعد أن يقع الفأس في الرأس، و بعد أن يرحل الشهيد و إلى الأبد ..
ومن هنا يجب أن يُحظى المجاهدين بيننا بعظيم الأهتمام و الدعاء المستمر بالنصر و التمكين .. فكم قد رحل من شهداء كانوا كاحداق العيون لذويهم ؛ و كم من أباء وأمهات قدموا فلذات اكبادهم ومهجة افئدتهم ، وكم من زوجات في عمر الزهور أصبحن أرامل بعد شهور من زواجهن!!
كل ذلك قربان خالصاً لوجه الله تعالى، و مانود قوله لكل أسرة مجاهد هنئياً لكم الجهاد ، ذلك السنام الرفيع المقدس الذي فتحه الله لخاصة أوليائه ..
و نقول لهم استمتعوا بكل لحظة من لحظات وجود المجاهدين بينكم ؛ احسنوا معاملاتهم ؛ قبلوا رؤوسهم ؛ قبلوا أحذيتهم التي تعتلي رؤوس الجبال الشامخة حاملة هموم شعب و أمم بأكملها..
أشكروا الله أن مازال صاحبكم المجاهد بينكم و على قيد الحياة، فقريباً يلتحق بفيلق العشق الأبدي للحبيب الأوحد الذي لايُضام محبوه سبحانه وتعالى ،فكم من أباء و أمهات وأخوان زأخوات وزوجات يتمنون أن يُحظوا برؤية شهيدهم ولو ساعة من نهار ..
ولولا ربط الله على قلوبهم وإنزاله السكينة عليهم لأنفطرت قلوبهم حزناً ؛ ولتقطعت قلوبهم حسرة على ذلك الشهيد الذي فقدوه في عز شبابه، ولكنها الشهادة التي تجعل من يوم الحزن فرحاً، ومن ساعات الشدة عزماً وأيماناً، ومن فقد الاحبه صبراً جميلا ومزيداً من البذل و العطاء والتضحية وشحذ الهممو صقل النفوس و التزاحم على أبواب الخير ..
لتظل الشهادة كالشجرة الطيبة التي تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها جل في علاه سبحانه، والعاقبة للمتقين