لرجال اللّه : مرابطين و أسرى و منهم عون اللّه و صلاح .
إب نيوز ٢٣ ديسمبر
سأعتذر لرجال اللّه فقد أقدمتُ على الشّكوى من هذا البرد و كأس الشّاي ساخنا في يدي أرتشفه و أنا أستمع إلى أغنية لفيروز عن الشّتاء ،،
سأعتذر لهم و كلّما شعرت بالبرد اختبأت تحت الملابس الشّتويّة الثّقيلة ، و تناولت ما لذّ وطاب من الأكل لرفع سعرات الجسد ، و حثّ الطّاقة لمقاومة هذا الذي يباغتنا مأمورا لا يردّ للّه أمرا،،
سأعتذر لهم و هم يفترشون تراب الأرض و يلتحفون السّماء التي تنسكب قبلاتها على جباههم الطّاهرة قطرات من النّدى أو طلّا ،،
سأعتذر لهم و كفاني من الدّفء مَن أحبّهم ، و أدري أنّي حين ألتذّ بحنان أسرتي أنّ رجال اللّه فضّلوا سبيل اللّه فالتذّوا و استشعروا اللّه في أرواحهم فأمدّهم بحنان منه و رحمة ، و دفء و لطف ، و حبّ و ودّ ، و كيف لا و قد تركوا ملذّات الحياة و اختاروا الهجرة إليه قتالا في سبيله ؛ لتكون كلمته هي العليا ،،
رجال اللّه : أشعر بأنّكم تنعمون بمحبّة اللّه ما أغناكم عن آبائكم و أمهاتكم و أزواجكم و أموالكم و بنيكم و فصائلكم التي كانت تأويكم ،،
أؤمن بأنّكم أوفر حظّا منّي حين عشقت دربكم و تمنّيت أن أكون فيكم حتّى أكسجين يتردّد بين رئتيكم فأحضر الإيمان درسا في محاريب أرواحكم ، و أستظلّ بدوحات ثقتكم باللّه ، و أرتوي من نبع صمودكم و شموخكم لو يوما كسرتني الأيام ، و جار الدّهر فكنتم أجمل و أسمى فرحة للرّوح ،
أولم تنتصروا للمقهورين ؟
أولم تخنع تحت أقدامكم الحافية فخر صناعات المحتلين ؟
أولم تضمّدوا جراح من عذّبكم في سجونه فدارت عليه الأيام و غدا أسيرا لديكم فعفوتم و عانقتم روحه فانتحر التّكفير من صدره ، و خجلت نظراته من أن ترتفع بأعينكم ،،
فهذا (عون اللّه ) مثالا لسماحة خلق القرآن ، و (عون اللّه ) غدا عونا للحبّ المكنون ،،
رجال اللّه : أولم تجرحني دمعات ( صلاح ) منكم ؟!
مَن عاد من الأسرِ فما وجد الأمّ ؟
أو لم تشعل دمعتُه في الرّوح حرائق دون دخان ؟
أولم تقتلني دمعتك (صلاحا ).. .. يا أسد اللّه _ فلا تحزن … لا تألم يا نزفا في الرّوح ، و عبقا من عشق مكتوم ،،
أولستُ من البشر أم كنتُ من الأصنام فأرى دمعة ليث و لا ترميني دمعته في قفراء الحزن بكلّ جنون ؟
أو لستُ أراكَ بعيني أمّك أو لا تحسبني أمّك ، فأنا لو لم أدعَ أمّا من قبل لتمنّيت بأنّك ولدي المنتصر الليث الضّرغام،،
و قد استودعتك _ صلاح _ ربّي فيا ربّ شفاء لصلاح ابني ، تثبيا للقلب الأطهر ، و اطمئنانا ، و سكينة … راحة بال ، فرحا تستبدله يا اللّه فرجالك هم خيرة خلقك فسعادة تغمرهم دون هموم ..
نزعا يا اللّه للألم و للحزن من أرواحهم .. فلا كُتْب لهم ( بعد اليوم ) القهر ، و قد قَهَروا بثباتهمُ السّجانين و عادوا أحرارا منتصرين .
و يا روحي : يكفيكِ بوحا فلو امتلأت بكتابتك الأرض ،،
لو امتلأ بكِ فضاء اللّه المزيون ،،
لو اكتحلت عين الشّمس و قمر الليل و صادقكِ الغيث ، و نافستِ كلّ نجوم ،
لن تفي حروفكِ ما كتبته في أسمى البشر ، مَن خيّب صبرُهم ثبات جبال الكون ، و عاد الصبّر بصبرهم مفتون ،،
فتوقف يا حرفي المتشعّب عشقا بين سجايا الأبطال ، فستقضي نحبك لن تصل إلى مجدهم بل ستبيت أسيرا بهم و لهم ممنون .
أشواق مهدي دومان